لمعرفة المعتقد الحقيقي لأي مذهب،فإنه لا يرجع إلى الآراء الشاذة من أتباع المذهب،بل يرجع إلى رأي الأكثرية منهم،فلا يمكن الاحتجاج بهم في مقابل الأغلبية الساحقة من أتباع ذلك المذهب.0
ويعتقد الشيعة الجعفرية الاثنا عشرية بكمال القرآن الكريم معجزة الرسول(ص) وحفظه من أي نقص أو زيادة أو تغيير،لقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)الحجر.0
قول علماء الشيعة في مسألة التحريف: 0
-1الشيخ الطوسي في التبيان : (أما الكلام في زيادة القرآن ونقصه فمما لا يليق به لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، وأما النقصان فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى وهو الظاهر في الروايات ، غير أنه رويت روايات من جهة الشيعة والعامة بنقصان أي من آي القرآن طريقها الآحاد التي لا توجب علماً ولا عملاً والأولى الإعراض عنها). 0
-2الشيخ المفيد: (أنه قال جماعة من أهل الإمامة أنه(القرآن) لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين(ع) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله). 0
-3الشيخ الصدوق : (إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هو ما بين الدفتين وما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربعة عشر سورة ، وعندنا الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، ولإيلاف وألم تره كيف سورة واحدة ، ومن نسب إلينا أنا نقول : أنه أكثر من ذلك فهو كاذب ، وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن ، وثواب من ختم القرآن كله ، وجواز قراءة سورتين في كل ركعة نافلة والنهي عن القرآن بين سورتين في كل ركعة فريضة تصديق لما قلنا في أمر القرآن ، وأن مبلغه ما في أيدي الناس …)0
-4السيد المرتضى: (المحكي أن القرآن كان على عهد رسول الله(ص) مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن،فإن القرآن كان يحفظ،ويدرس جميعه في ذلك الزمان،…إلى أن قال:وكل ذلك يدل بأدنى تأمل أنه كان مجموعاً،مرتباً،غير منثور ولا مبثوت). 0
-5ولهذا يقول الكليني في الكافي : (فاعلم يا أخي أرشدك الله أنه لا يسع أحداً تمييز شيء مما اختلف الرواية فيه عن العلماء عليهم السلام برأيه ، إلا على ما أطلقه العالم بقوله عليه السلام : أعرضوها على كتاب الله فما وافى كتاب الله عز وجل فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردوه ) . 0
ويقول أيضاً : ( فمن أراد الله توفيقه وأن يكون إيمانه ثابتاً مستقراً ، سبب له الأسباب التي تؤديه إلى أن يأخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله بعلم ويقين وبصيرة ، فذاك أثبت من دينه من الجبال الرواسي …وجاء فيه أيضاً : قال أبو جعفر عليه السلام : إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله … ) 0
--
فلو كان القرآن الموجود قد وقع فيه التحريف،فلا يمكن الرجوع والاعتماد على الآية القرآنية في تمييز الصحيح والموضوع من الأحاديث المروية عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ، لاحتمال وقوع التحريف في الآية نفسها.
-6وفي ذلك يقول الفيض الكاشاني في المحجة البيضاء: (ويرد على هذا كله إشكال : وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن ، إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفاً ومغيراً ويكون على خلاف ما أنزل الله ، فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً فتنتفي فائدته ، وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ، وأيضاً قال الله عز وجل: وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وقال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير). 0
وقال أيضاً بعد إيراده ومناقشته لجملة من روايات التحريف: (فما دل على وقوع التحريف مخالف لكتاب الله وتكذيب له،فيجب رده والحكم بفساده،أو تأويله). 0
وقال أيضاً في تفسير (الأصفى) وهو منتخب من تفسير الصافي في تفسيره للآية الكريمة (وإنا له لحافظون) : (أن القرآن محفوظ من التحريف والتغيير ، والزيادة والنقصان) . 0
-7السيد ابن طاووس : (إن رأي الإمامية هو عدم التحريف). 0
-8وسئل العلامة الحلي عن القرآن فأجاب: (الحق أنه لا تبديل ولا تأخير،ولا تقديم،وأنه لم يزد ولم ينقص ونعوذ بالله من أن يُعتقد مثل ذلك وأمثال ذلك…).0
-9الطبرسي في تفسيره مجمع البيان : (أما الزيادة في القرآن فمجمع على بطلانها ، وأما النقصان فروى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة (أهل السنة) إن في القرآن نقصاً ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى) 0
-10الحر العاملي : (ومن له تتبع في التاريخ والأخبار وآثار أهل البيت وأحاديثهم يعلم علماً يقيناً بأن القرآن ثبت بغاية التواتر وبنقل الآلاف من الصحابة وأن القرآن كان مجموعاً مؤلفاً في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). 0
-11القاضي نور الله التستري الشهيد : (ما نسب إلى الشيعة الإمامية من وقوع التغيير في القرآن ليس مما يقول به جمهور الإمامية،إنما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد بهم في ما بينهم). 0
-12الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي: (الصحيح أن القرآن محفوظ عن ذلك–أي التحريف زيادة كان أو نقصاناً . ويدل عليه قوله تعالى : وإنا له لحافظون) 0
-13الشيخ محمد جواد البلاغي: (ولئن سمعت من الروايات الشاذّة شيئاً في تحريف القرآن وضياع بعضه ، فلا تُقِم لتلك الروايات وزناً ، وقلَّ ما يشاء العلم في اضطرابها ووهنها وضعف رواتها ومخالفتها للمسلمين ، وفيما جاءت به في مروياتها الواهية من الوهن، وما ألصقته بكرامة القرآن ممّا ليس له شَبَه به). 0
-14ويقول الشيخ جعفر النجفي في مقدمة كتابه كشف الغطاء : (لا ريب أن القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح القرآن وإجماع العلماء في كل زمان ولا عبرة بالنادر) 0
-15وجاء عن الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء … وأن الكتاب الموجود بين أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه للإعجاز والتحدي ولتعليم الأحكام وتمييز الحلال من الحرام وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة ، وعلى هذا إجماعهم ومن ذهب منهم ومن غيرهم من فرق المسلمين إلى وجود نقص فيه أو تحريف فهو مخطئ ، بنص القرآن العظيم : إنا له لحافظون ) . 0
-16العلامة عبد الحسين الأمينيوهذه فرق الشيعة وفي مقدمتهم الإمامية مجمعة على أن ما في الدفتين هو ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه وهو المحكوم بأحكامه ليس إلا.وإن دارت بين شدقي أحد من الشيعة كلمة التحريف فهو يريد التأويل بالباطل بتحريف الكلم عن موضعه لا الزيادة والنقيصة،ولا تبديل حرف بحرف). 0
-17المحقق التبريزيالقول بالتحريف هو مذهب الإخباريين والحشوية،خلافاً لأصحاب الأصول الذين رفضوا احتمال التحريف في القرآن رفضاً قاطعاً،للوجوه التالية: 0
أولاً:إجماع الطائفة. 0
ثانياً:صراحة القرآن بعدم إمكان التحريف فيه. 0
ثالثاً:دليل العقل. 0
-18جاء في مختصر تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي في تفسير الآية الكريمة (وإنا له لحافظون) 0 فهو ذكر في حاله مصون من الزيادة أو النقص أو التغيير. 0
-19الإمام السيد محسن الأمين العاملياتفق المسلمون كافة على عدم الزيادة في القرآن واتفق المحققون وأهل النظر ومن يعتد بقوله من الشيعيين والسنيين على عدم وقوع النقص …)0
-20السيد عبد الحسين شرف الدينوالقرآن الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو ما في أيدي الناس،لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً،ولا تبديل فيه لكمة بكلمة،ولا حرف بحرف،وكل حرف من حروفه متواتر في كل جيل تواتراً قطعياً إلى عهد الوحي والنبوة…)0
-21الشيخ محمد رضا المظفر: ( يعتقد الشيعة بأن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم فيه تبيان كل شيء ، وهو معجزته الخالدة … لا يعتريه التبديل والتغير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى ، فإنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ). 0
-22الإمام السيد محسن الحكيم : (وبعد،فإن رأي كبار المحققين وعقيدة علماء الفريقين ونوع المسلمين من صدر الإسلام إلى اليوم على أن القرآن بترتيب الآيات والسور والجمع كما هو المتداول بالأيدي لم يقولوا الكبار بتحريفه من قبل ولا بعد). 0
-23العلامة الشيخ محمد حسن الآشتياني : (والمشهور بين المجتهدين والأصوليين،بل أكثر المحدثين عدم وقوع التغيير مطلقاً بل ادعى غير واحد الإجماع على ذلك). 0
-24السيد الخميني : (إنّ الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه قراءةً وكتابةً يقف على بطلان تلك الروايات المزعومة…).0
-25السيد الخوئي : ( المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن وأن الموجود بين أيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الأعظم ص ) . 0
-26الشيخ محمد جواد مغنية : ( ويستحيل أن تناله ( أي القرآن ) يد التحريف بالزيادة والنقصان … ) 0
-27قال السيد مرتضى العسكري : ( فإن كتاب الله هو وحده الذي لا يأتيه الباطل، وإن القرآن الكريم هو وحده الصحيح من أوله إلى آخره والمصون عن الزيادة والنقصان ) 0
-28الدكتور محمد التيجاني السماوي : ( القول بتحريف القرآن : هذا القول في حد ذاته شنيع لا يتحمله مسلم آمن برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم،سواء كان شيعياً أم سنياً … ) 0
-29جاء في كتاب اعتقاداتنا للميرزا جواد التبريزي : في السؤال الرابع عشر: 0
ما رأيكم فيمن يعتقد بتحريف القرآن الكريم ويعتمد على روايات متعددة في البحار والكافي وغيرهما من الكتب ؟0
فأجاب : (التحريف له معان منها ما يطلق على المحل على غير حقيقته . ومنها التحريف بعنوان الزيادة والنقصان ، فالقسم الثاني باطل والرواية الواردة في التحريف إما راجعة إلى التحريف بالمعنى أو أنها ضعيفة سنداً لا يمكن الاعتماد عليها) . 0
-30وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتابه عقائدنا : (إننا نعتقد أن القرآن الذي يتداوله المسلمون حالياً هو نفسه الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، دون أن يضاف إليه أو يحذف منه شي…0
وأجمع الباحثون وكبار العلماء من الشيعة والسنة على أن القرآن لم يتعرض للتحريف ، ولم يقل بالتحريف إلا القلة من الفريقين بسبب اعتقادهم ببعض الروايات التي اعتبرها علماؤهم إما موضوعة ، رافضين هذا الرأي بصورة قاطعة ، أو أنها تقصد التحريف المعنوي، أي التفسير الخاطئ لآيات القرآن ، أو اعتبروها حصول خلط لدى القائلين بالتحريف بين التفسير والنص القرآني،فتدبر. 0
إن أصحاب القصور الفكري الذين ينسبون الاعتقاد بتحريف القرآن إلى جماعة من الشيعة أو غير الشيعة ، وهو ما عارضه بصراحة كبار علماء الشيعة والسنة ، ويوجهون – من دون التفات – ضربة للقرآن الكريم، ويضعون علامة استفهام أمام صحة هذا الكتاب السماوي العظيم ، ويقدمون خدمة كبيرة للأعداء والمتربصين بهذا الدين . 0
وتدرس اليوم العلوم القرآنية بشكل واسع في الحوزات العلمية للمسلمين الشيعة في النجف وقم وغيرهما ، وتتضمن الدراسة في مباحثها المهمة بحث عدم تحريف القرآن) . 0
وللأسف فإن الكثير من هؤلاء العلماء متهمون بالاعتقاد بالتحريف من قبل الوهابية (هداهم الله) 0 كالشيخ المفيد والفيض الكاشاني والسيد الخميني رحمهم الله …0
وقد ألف علماء الشيعة الكثير من الكتب في نفي التحريف .. فراجع
صيانة القرآن من التحريف للشيخ محمد هادي معرفة
وكتاب البرهان على عدم تحريف القرآن للسيد مرتضى الرضوي
وكتاب التحقيق في نفي التحريف للسيد علي الميلاني
وراجع أيضاً .. البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي رحمه الله
ـــ
قال الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية : ( وأما أن الشيعة الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله وإنما هي روايات رويت في كتبهم ، كما روي مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها ، وبينوا بطلانها وليس في الشيعة الإمامية والزيدية من يعتقد ذلك ، كما أنه ليس في السنة من يعتقده
ويعتقد الشيعة الجعفرية الاثنا عشرية بكمال القرآن الكريم معجزة الرسول(ص) وحفظه من أي نقص أو زيادة أو تغيير،لقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)الحجر.0
قول علماء الشيعة في مسألة التحريف: 0
-1الشيخ الطوسي في التبيان : (أما الكلام في زيادة القرآن ونقصه فمما لا يليق به لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، وأما النقصان فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى وهو الظاهر في الروايات ، غير أنه رويت روايات من جهة الشيعة والعامة بنقصان أي من آي القرآن طريقها الآحاد التي لا توجب علماً ولا عملاً والأولى الإعراض عنها). 0
-2الشيخ المفيد: (أنه قال جماعة من أهل الإمامة أنه(القرآن) لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين(ع) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله). 0
-3الشيخ الصدوق : (إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هو ما بين الدفتين وما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربعة عشر سورة ، وعندنا الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، ولإيلاف وألم تره كيف سورة واحدة ، ومن نسب إلينا أنا نقول : أنه أكثر من ذلك فهو كاذب ، وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن ، وثواب من ختم القرآن كله ، وجواز قراءة سورتين في كل ركعة نافلة والنهي عن القرآن بين سورتين في كل ركعة فريضة تصديق لما قلنا في أمر القرآن ، وأن مبلغه ما في أيدي الناس …)0
-4السيد المرتضى: (المحكي أن القرآن كان على عهد رسول الله(ص) مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن،فإن القرآن كان يحفظ،ويدرس جميعه في ذلك الزمان،…إلى أن قال:وكل ذلك يدل بأدنى تأمل أنه كان مجموعاً،مرتباً،غير منثور ولا مبثوت). 0
-5ولهذا يقول الكليني في الكافي : (فاعلم يا أخي أرشدك الله أنه لا يسع أحداً تمييز شيء مما اختلف الرواية فيه عن العلماء عليهم السلام برأيه ، إلا على ما أطلقه العالم بقوله عليه السلام : أعرضوها على كتاب الله فما وافى كتاب الله عز وجل فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردوه ) . 0
ويقول أيضاً : ( فمن أراد الله توفيقه وأن يكون إيمانه ثابتاً مستقراً ، سبب له الأسباب التي تؤديه إلى أن يأخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله بعلم ويقين وبصيرة ، فذاك أثبت من دينه من الجبال الرواسي …وجاء فيه أيضاً : قال أبو جعفر عليه السلام : إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله … ) 0
--
فلو كان القرآن الموجود قد وقع فيه التحريف،فلا يمكن الرجوع والاعتماد على الآية القرآنية في تمييز الصحيح والموضوع من الأحاديث المروية عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ، لاحتمال وقوع التحريف في الآية نفسها.
-6وفي ذلك يقول الفيض الكاشاني في المحجة البيضاء: (ويرد على هذا كله إشكال : وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن ، إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفاً ومغيراً ويكون على خلاف ما أنزل الله ، فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً فتنتفي فائدته ، وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ، وأيضاً قال الله عز وجل: وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وقال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير). 0
وقال أيضاً بعد إيراده ومناقشته لجملة من روايات التحريف: (فما دل على وقوع التحريف مخالف لكتاب الله وتكذيب له،فيجب رده والحكم بفساده،أو تأويله). 0
وقال أيضاً في تفسير (الأصفى) وهو منتخب من تفسير الصافي في تفسيره للآية الكريمة (وإنا له لحافظون) : (أن القرآن محفوظ من التحريف والتغيير ، والزيادة والنقصان) . 0
-7السيد ابن طاووس : (إن رأي الإمامية هو عدم التحريف). 0
-8وسئل العلامة الحلي عن القرآن فأجاب: (الحق أنه لا تبديل ولا تأخير،ولا تقديم،وأنه لم يزد ولم ينقص ونعوذ بالله من أن يُعتقد مثل ذلك وأمثال ذلك…).0
-9الطبرسي في تفسيره مجمع البيان : (أما الزيادة في القرآن فمجمع على بطلانها ، وأما النقصان فروى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة (أهل السنة) إن في القرآن نقصاً ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى) 0
-10الحر العاملي : (ومن له تتبع في التاريخ والأخبار وآثار أهل البيت وأحاديثهم يعلم علماً يقيناً بأن القرآن ثبت بغاية التواتر وبنقل الآلاف من الصحابة وأن القرآن كان مجموعاً مؤلفاً في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). 0
-11القاضي نور الله التستري الشهيد : (ما نسب إلى الشيعة الإمامية من وقوع التغيير في القرآن ليس مما يقول به جمهور الإمامية،إنما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد بهم في ما بينهم). 0
-12الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي: (الصحيح أن القرآن محفوظ عن ذلك–أي التحريف زيادة كان أو نقصاناً . ويدل عليه قوله تعالى : وإنا له لحافظون) 0
-13الشيخ محمد جواد البلاغي: (ولئن سمعت من الروايات الشاذّة شيئاً في تحريف القرآن وضياع بعضه ، فلا تُقِم لتلك الروايات وزناً ، وقلَّ ما يشاء العلم في اضطرابها ووهنها وضعف رواتها ومخالفتها للمسلمين ، وفيما جاءت به في مروياتها الواهية من الوهن، وما ألصقته بكرامة القرآن ممّا ليس له شَبَه به). 0
-14ويقول الشيخ جعفر النجفي في مقدمة كتابه كشف الغطاء : (لا ريب أن القرآن محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح القرآن وإجماع العلماء في كل زمان ولا عبرة بالنادر) 0
-15وجاء عن الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء … وأن الكتاب الموجود بين أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه للإعجاز والتحدي ولتعليم الأحكام وتمييز الحلال من الحرام وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة ، وعلى هذا إجماعهم ومن ذهب منهم ومن غيرهم من فرق المسلمين إلى وجود نقص فيه أو تحريف فهو مخطئ ، بنص القرآن العظيم : إنا له لحافظون ) . 0
-16العلامة عبد الحسين الأمينيوهذه فرق الشيعة وفي مقدمتهم الإمامية مجمعة على أن ما في الدفتين هو ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه وهو المحكوم بأحكامه ليس إلا.وإن دارت بين شدقي أحد من الشيعة كلمة التحريف فهو يريد التأويل بالباطل بتحريف الكلم عن موضعه لا الزيادة والنقيصة،ولا تبديل حرف بحرف). 0
-17المحقق التبريزيالقول بالتحريف هو مذهب الإخباريين والحشوية،خلافاً لأصحاب الأصول الذين رفضوا احتمال التحريف في القرآن رفضاً قاطعاً،للوجوه التالية: 0
أولاً:إجماع الطائفة. 0
ثانياً:صراحة القرآن بعدم إمكان التحريف فيه. 0
ثالثاً:دليل العقل. 0
-18جاء في مختصر تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي في تفسير الآية الكريمة (وإنا له لحافظون) 0 فهو ذكر في حاله مصون من الزيادة أو النقص أو التغيير. 0
-19الإمام السيد محسن الأمين العاملياتفق المسلمون كافة على عدم الزيادة في القرآن واتفق المحققون وأهل النظر ومن يعتد بقوله من الشيعيين والسنيين على عدم وقوع النقص …)0
-20السيد عبد الحسين شرف الدينوالقرآن الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو ما في أيدي الناس،لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً،ولا تبديل فيه لكمة بكلمة،ولا حرف بحرف،وكل حرف من حروفه متواتر في كل جيل تواتراً قطعياً إلى عهد الوحي والنبوة…)0
-21الشيخ محمد رضا المظفر: ( يعتقد الشيعة بأن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم فيه تبيان كل شيء ، وهو معجزته الخالدة … لا يعتريه التبديل والتغير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى ، فإنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ). 0
-22الإمام السيد محسن الحكيم : (وبعد،فإن رأي كبار المحققين وعقيدة علماء الفريقين ونوع المسلمين من صدر الإسلام إلى اليوم على أن القرآن بترتيب الآيات والسور والجمع كما هو المتداول بالأيدي لم يقولوا الكبار بتحريفه من قبل ولا بعد). 0
-23العلامة الشيخ محمد حسن الآشتياني : (والمشهور بين المجتهدين والأصوليين،بل أكثر المحدثين عدم وقوع التغيير مطلقاً بل ادعى غير واحد الإجماع على ذلك). 0
-24السيد الخميني : (إنّ الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه قراءةً وكتابةً يقف على بطلان تلك الروايات المزعومة…).0
-25السيد الخوئي : ( المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن وأن الموجود بين أيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الأعظم ص ) . 0
-26الشيخ محمد جواد مغنية : ( ويستحيل أن تناله ( أي القرآن ) يد التحريف بالزيادة والنقصان … ) 0
-27قال السيد مرتضى العسكري : ( فإن كتاب الله هو وحده الذي لا يأتيه الباطل، وإن القرآن الكريم هو وحده الصحيح من أوله إلى آخره والمصون عن الزيادة والنقصان ) 0
-28الدكتور محمد التيجاني السماوي : ( القول بتحريف القرآن : هذا القول في حد ذاته شنيع لا يتحمله مسلم آمن برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم،سواء كان شيعياً أم سنياً … ) 0
-29جاء في كتاب اعتقاداتنا للميرزا جواد التبريزي : في السؤال الرابع عشر: 0
ما رأيكم فيمن يعتقد بتحريف القرآن الكريم ويعتمد على روايات متعددة في البحار والكافي وغيرهما من الكتب ؟0
فأجاب : (التحريف له معان منها ما يطلق على المحل على غير حقيقته . ومنها التحريف بعنوان الزيادة والنقصان ، فالقسم الثاني باطل والرواية الواردة في التحريف إما راجعة إلى التحريف بالمعنى أو أنها ضعيفة سنداً لا يمكن الاعتماد عليها) . 0
-30وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتابه عقائدنا : (إننا نعتقد أن القرآن الذي يتداوله المسلمون حالياً هو نفسه الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، دون أن يضاف إليه أو يحذف منه شي…0
وأجمع الباحثون وكبار العلماء من الشيعة والسنة على أن القرآن لم يتعرض للتحريف ، ولم يقل بالتحريف إلا القلة من الفريقين بسبب اعتقادهم ببعض الروايات التي اعتبرها علماؤهم إما موضوعة ، رافضين هذا الرأي بصورة قاطعة ، أو أنها تقصد التحريف المعنوي، أي التفسير الخاطئ لآيات القرآن ، أو اعتبروها حصول خلط لدى القائلين بالتحريف بين التفسير والنص القرآني،فتدبر. 0
إن أصحاب القصور الفكري الذين ينسبون الاعتقاد بتحريف القرآن إلى جماعة من الشيعة أو غير الشيعة ، وهو ما عارضه بصراحة كبار علماء الشيعة والسنة ، ويوجهون – من دون التفات – ضربة للقرآن الكريم، ويضعون علامة استفهام أمام صحة هذا الكتاب السماوي العظيم ، ويقدمون خدمة كبيرة للأعداء والمتربصين بهذا الدين . 0
وتدرس اليوم العلوم القرآنية بشكل واسع في الحوزات العلمية للمسلمين الشيعة في النجف وقم وغيرهما ، وتتضمن الدراسة في مباحثها المهمة بحث عدم تحريف القرآن) . 0
وللأسف فإن الكثير من هؤلاء العلماء متهمون بالاعتقاد بالتحريف من قبل الوهابية (هداهم الله) 0 كالشيخ المفيد والفيض الكاشاني والسيد الخميني رحمهم الله …0
وقد ألف علماء الشيعة الكثير من الكتب في نفي التحريف .. فراجع
صيانة القرآن من التحريف للشيخ محمد هادي معرفة
وكتاب البرهان على عدم تحريف القرآن للسيد مرتضى الرضوي
وكتاب التحقيق في نفي التحريف للسيد علي الميلاني
وراجع أيضاً .. البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي رحمه الله
ـــ
قال الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية : ( وأما أن الشيعة الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله وإنما هي روايات رويت في كتبهم ، كما روي مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها ، وبينوا بطلانها وليس في الشيعة الإمامية والزيدية من يعتقد ذلك ، كما أنه ليس في السنة من يعتقده