أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي عيّن الأئمة من بعده في حديث الثقلين المعروف.
فقد جاء في صحيح مسلم أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قام خطيباً بماءٍ يدعى (خُم) بين مكة والمدينة فقال: »… فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهم كتاب الله فيه الهدى والنور… وأهل بيتي، أذكركّم الله في أهل بيتي، أذكركّم الله في أهل بيتي، أذكركّم الله في أهل بيتي «[صحيح مسلم 4: 1873].
وجاء في هذا المعنى في صحيح الترمذي أيضاً [صحيح الترمذي 5: 662] وفيه تصريح واضح بتعيين الإمام بعده في أهل بيته (صلى الله عليه وآله وسلم).
كما جاء في سنن الدارمي [سنن الدارمي 2: 432] وخصائص النسائي [خصائص النسائي: 20] ومسند أحمـد [مسـند أحمد 5: 182؛ وكنز العمال 1: 185، الحديث 945] ومعظم المصادر الإسلامية المعروقة، فحديث الثقلين لا يمكن أن يشكّ فيه أحد قيد أنملة، لأنه في عداد الأحاديث المتواترة التي لا يمكن لأيّ مسلم أن ينكرها أو يطعن فيها، ويستفاد من الروايات أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كرّر هذا الحديث أكثر من مرة وفي أكثر من موقع.
وبطبيعة الحال، لا يمكن لجميع أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتبوّأوا مثل هذا المنصب والمقام إلى جانب القرآن، ولا بدّ أن تنحصر الإشارة إلى الأئمة المعصومين من ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (وقد ورد في بعض الأحاديث الضعيفة والمشكوكة التي لا يعتمد عليها كلمة ((سنتي )) بدلاً من (( أهل بيتي)) ).
ويوجد حديث آخر مشهور نعتمد عليه ورد ذكره في المصادر المعروفة أمثال صحاح البخاري ومسلم الترمذي وأبي داود ومسند ابن حنبل وغيرها؛ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش)). [جاء هذا التعبير في صحيح مسلم 3: 1453 عن جابر بن سمرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وورد في المصادر المذكورة الأخرى باختلاف بسيط (صحيح البخاري 3: 101، وصحيح الترمذي 4: 501، وصحيح أبي داود 4، كتاب المهدي) ].
إنّنا نعتقد أنه لا يوجد تفسير مقبول لهذه الروايات سوى ما جاء في عقائد الشيعة الإمامية حول الأئمة الاثني عشر.