مؤسسة النبأ العظيم الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مؤسسة النبأ العظيم الثقافية

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْـتُضْـعِـفُـوا فِـي الْأَرْضِ وَنَجـْعَـلَـهُـمْ أَئِـمَّـةً وَنَجْعَلَهُمُ الْـوَارِثِـينَ ونُـمَـكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ


    إن أقواما يزعمون أن الله يكشف عن ساقه

    admin
    admin
    Admin


    المساهمات : 202
    تاريخ التسجيل : 19/01/2011

    إن أقواما يزعمون أن الله يكشف عن ساقه Empty إن أقواما يزعمون أن الله يكشف عن ساقه

    مُساهمة  admin الإثنين 7 فبراير 2011 - 23:10

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيرا ..

    قال تعالى شأنه :
    (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون )) . سورة القلم ، الآية: 42 - 43 .
    أهل العلم يذهبون في تفسير الآية (( يوم يكشف عن ساق )) إلى معان كثيرة منها :
    1 - أي تكشف الشدة أو القيامة عن ساقها ؛ كقولهم : شمرت الحرب عن ساقها .
    2 - يوم تكشف القيامة عن كرب وشدة .
    3 - عن مجاهد قال : شدة الأمر وجده .
    4 - وقال أبو عبيدة : إذا اشتد الحرب والأمر قيل: كشف الأمر عن ساقه .
    5 - يوم يكشف عن أصل الأمر فتظهر حقائق الأمور وأصلها.
    6 - وقيل : يكشف عن ساق جهنم .
    7 - وقيل : عن ساق العرش .
    8 - وقيل : يريد وقت اقتراب الأجل وضعف البدن .
    9 - أن يكشف عن العظيم من أمره .
    10 - وقيل : يكشف عن نوره عز وجل .
    11 - يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا .
    12 - قال ابن عباس : هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة .
    13 - قال أبو حاتم السجستاني : أي تكشف الآخرة عن ساقها يستبين منها ما كان غائبا .
    14 - عن مجاهد ( يوم يكشف عن ساق ) قال: عن بلاء عظيم .
    15 - و عن قتادة قال فيها : أي عن أمر فظيع جليل .
    16 - وفي تفسير الجلالين : اذكر (يوم يكشف عن ساق) هو عبارة عن شدة الأمر يوم القيامة للحساب والجزاء يقال كشفت الحرب عن ساق إذا اشتد الأمر فيها (ويدعون إلى السجود) امتحانا لايمانهم ( فلا يستطيعون ) تصير ظهورهم طبقا واحدا .
    فعن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله : ( يوم يكشف عن ساق ) فغضب غضبا شديدا وقال : إن أقواما يزعمون أن الله يكشف عن ساقه ، وإنما يكشف عن الأمر الشديد .
    قال القرطبي في تفسيره (‏ الجامع لأحكام القرآن ) في تفسير سورة القلم : فأما ما روي أن الله يكشف عن ساقه فإنه عز وجل يتعالى عن الأعضاء والتبعيض وأن يكشف ويتغطى .
    هذه مجمل آراء : ابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وأبوحاتم السجستاني ، وأبو عبيدة ، والقرطبي ، والسيوطي ، والمحلي ..
    وما أوردته نموذج سريع يبين كيف أن الصحابة والتابعين وعلماء أهل السنة ينزهون الله سبحانه وتعالى من التجسيم في الوقت الذي يتمادى الحشوية المجسمة في تحقير ذات الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً بل يستميتون في إثبات ذلك !!
    راجع موضوع : (( ابن باز يقرر الكشف عن ساق الله تعالى !! ))
    النقطة الخامسة : تقول بأنك لا تعرف المراد من القول بأن الله خلق آدم على صورته ، إذن فلماذا تنفي وتثبت وأنت غير محيط بالموضوع ففاقد الشيء لا يعطيه !! وكيف تتقبل مثل هذه العقائد الفاسدة المردود عليها من قبل علماء السنة وغيرهم بدون تمحيص وتفكير !!
    أما إذا كنت تقصد أنك لا تؤمن بمضمون هذه الرواية فقد تجرأت على مسلم الذي أوردها في صحيحه وكذلك ابن باز في فتاواه ، وسقوط رواية كهذه من الاعتبار لديك على الرغم من تصحيح مسلم وتأييد ابن باز لها يعني أن لديك الشجاعة الكافية لتنزيه مقام الخالق جل وعلا من مثل هذه الروايات المدسوسة ..
    فتكون قد تقدّمت خطوة جيدة - إن فعلت ذلك - نحو مذهب آل البيت عليهم السلام !! وقولك : (( أما ما أنا مؤمن به فهو أن الله لا يشبه أحدا من خلقه، فهو ليس كمثله شئ )) مؤيد لهذا المعنى ..
    النقطة السادسة : التخبط في التعريف بعقيدتك التجسيمية ، فمرة تقول : (( فنحن نؤمن بأن اليد المثبتة لله عز وجل يد تليق بجلال الله و عظمته لا تشبه أيدي المخلوقين )) فتثبت بذلك أن له أجزاء منها اليد ، ثم تنسى نفسك قليلاً لتقول : (( وذلك لأن الله عز وجل كل لا يتجزأ )) فتناقض ما جئت به أولاً ، ثم تأتي لتقرر (( كل صفة من صفاته تدل على الذات الإلهية ، وحيث أن الوجه في الآية -كما نؤمن- صفة من صفات الله ، فهو يدل على ذات الله عز وجل )) وهذا يعني أنه حينما (( يضع رجله في جهنم )) فإنما هو يضع ذاته فيها !!! وهو كلام غير مسبوق !!
    أهذا هو مقام الله لديكم يا حماة العقيدة !! تعالى الله عما تصفون !!
    والغريب أنه بعد تقريرك (( أن الله عز وجل كل لا يتجزأ )) و (( كل صفة من صفاته تدل على الذات الإلهية )) تنقض ذلك بقولك : (( التعبير عن الشئ بصفة من صفاته نهج متبع في لغة العرب )) فتكون بذلك كل صفة من صفاته لا تدل على الذات الإلهية إلا من باب تسمية الشيء باسم جزئه وتستدل على مطلبك !! فتثبت بذلك الجزئية لله !!!
    النقطة السابعة : نقطة الخلاف في الموضوع هي : أيُّ المعنيين يمكننا من خلاله تفسير ما ورد في القرآن في (( اليد والوجة والساق .. وغيرها )) المعنى الحقيقي أم المجازي ؟؟!!
    فإن قلت المعنى المجازي فقد أسقطت عقيدة التجسيم بأكملها !! وإن قلت المعنى الحقيقي فإن تفسيرك لقوله تعالى : " كل شئ هالك إلا وجهه " غير ناهض لأن تسمية الشيء باسم جزئه داخلة في نطاق المجاز لا الحقيقة !!
    النقطة الثامنة : تقول (( أما التأويل الذي تساءلت عنه فانه لا يكون إلا في الأحكام التي يدركها العقل .. في حين لا يصح التأويل فيما يعجز العقل عن إدراكه كذات الله وصفاته ، فما لا يمكن إدراكه بالعقل لا يمكن تأويله بالعقل )) ..
    إذا كنت تسلّم بهذا فكيف تدّعون بأنكم ترون الله وساقه ووجهه يوم القيامة !! كيف يمكنكم أن تروا ما يعجز العقل عن إدراكه !!
    ثم كيف جاز لكم أن تأولوا ( وجهه ) في الآية إلى ( ذاته ) ، إذ ما لا يمكن إدراكه بالعقل لا يمكن تأويله بالعقل حسب القاعدة !! ولماذا استخدمتم الدليل العقلي في قولكم (( أن اليمين تفضل الشمال .. )) !!
    النقطة التاسعة : تقول (( أما الصفات التي تنكرون علينا إثباتها لله عز وجل فقد وردت في كتاب الله عز وجل صريحة ، ووردت في السنة النبوية المطهرة .. )) ..
    وطالما وردت في كتاب الله عز وجل صريحة حسبما تدعي فلماذا استعصت هذه الصراحة على ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والإمام مالك ، وابن الجوزي وغيرهم من الصحابة والتابعين وعلماء السنة !! أم أنكم أكثر نبوغاً منهم !! بل لماذا غضب الإمام مالك وسعيد بن جبير وغيرهما حينما بلغهم تفسير المجسمة !!
    وعلى كل حال زودنا من القرآن الكريم ما يفيد بأن لله يدين كلتاهما يمين !!!
    و أن طول الله سبحانه وتعالى سبعون ذراعاً !!
    وإنه تعالى يجلس على الكرسي فيفضل منه أربعة أصابع ويسمع له أطيط !!
    وإن العرش تحمله مجموعة الحيوانات !!
    وإن في يد الله جل وعلا خمسة أصابع !!
    وإنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا !! ثم يصعد إلى العرش لينزل في اليوم التالي !!
    وإنه يركض نحو عباده إذا تقربوا منه !!
    وما إلى ذلك من خزعبلات وخرافات وبدع ما أنزل الله بها من سلطان !!
    النقطة العاشرة : قولك (( فاني أذكرك بقوله تعالى:" لايسأل عما يفعل وهم يسألون" .. ))
    نعم .. ولكن سؤالي موجه لك أنت لكي تفيق من الأحلام وتتوب إلى ربك من هذه الخرافات والبدع ..
    ولقد أرسل الله أنبياءه ورسله للبشر ..
    وأرسل الملائكة لا هلاك قوم لوط ..
    وأرسل الريح والصيحة على عاد وثمود ..
    وأرسل الطير لأصحاب الفيل ..
    وكان ذلك كله لحكمة بالغة وليتذكر أولو الألباب ، فما الحكمة البالغة في أن تتهموا خالقكم أنه يلقي بنفسه أو (( رجله )) أو (( قدمه )) في نار جهنم ؟؟!!
    ثم ما موقف الأنبياء والرسل والملائكة آنذاك أيجلسون في الجنة مرفهين منعمين وربهم وخالقهم في نار جهنم !!
    أم تراه يدخل النار لكي تأنسوا بوجوده معكم !! تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا .. ولا أشك طرفة عين من فساد تلك المرويات التي دسها أعداء الإسلام وأخذتم بها لضلالكم وحشوتم بها عقولكم الفارغة !!
    فهي روايات مرفوضة ومضروب بها عرض الحائط ، شئت أم أبيت !! والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك ..
    وعلى فرض تسليم أهل السنة بها فهي مؤولة ، فلقد أورد القرطبي في تفسيره ‏(( الجامع لأحكام القرآن )) ، الجزء 17 ، سورة ق ، الآية: 30 - 35
    (( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد )) ، بعد ذكر الرويات التي تقول بوضع (( رجله )) أو (( قدمه )) في نار جهنم رأي علماء السنة فيها فيقول :
    " قال علماؤنا رحمهم الله : أما معنى (( القدم )) هنا فهم قوم يقدمهم الله إلى النار ، وقد سبق في علمه أنهم من أهل النار ، وكذلك (( الرجل )) وهو العدد الكثير من الناس وغيرهم " ...
    النقطة الحادية عشر : تقول (( ذكرت أن يد الله لا تشبه يد الخلق ، و لا يمكن لعقولنا أن تدرك كيفيتها )) ..
    كيف لا تشبه يد الخلق وهي لها خمسة أصابع وكف ، وقد وضع الكف على كتف النبي !!
    بل يمسك بأحدها الميزان ولها قبضة يبسطها ويغلقها !! ولقد صدق فيكم ابن الجوزي الذي هو من كبار علماء الحنابلة حينما قال : ((.. وهم يتحرجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ويقولون : نحن أهل السنة وكلامهم صريح في التشبيه وقد تبعهم خلق من العوام . ))
    فراجع مقدمة ابن الجوزي لكتابه (( الباز الأشهب المنقضّ على مخالفي المذهب )) ..
    النقطة الثانية عشر : وحسب مدّعاك (( أن الانسان لا يمكنه الحكم على جمال شئ أو قبحه ما لم يره بأم عينه .. ))
    فكيف إذن أسعفكم الدليل العقلي في إثبات كون كلتا يديه يميناً بقولكم (( أن اليمين تفضل الشمال .. )) علماً بأن صفة اليد - أو الساق - كما تدعي مما يعجز عقلك عن إدراكه!!!
    عليك بالتوبة يا عمر !! فهذا شهر التوبة والغفران !!
    وليصحو ضميرك بعد سبات طويل !! وانظر بعدها أنتم تهينون مَن !! ومن سيكون خصمكم !!


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 17:25