أنّ مسألة إقامة العزاء على شهداء الإسلام، وخاصّة شهداء كربلاء، هي من باب إحياء الذكرى وتخليد التضحيات التي قدّموها في سبيل بقاء الإسلام؛ ولهذا فإنّنا نقيم هذه المراسم في مقاطع مختلفة من أيام السنة، ولا سيما في أيام عاشوراء (العشرة الأولى من محرم( التي تصادف فيها شهادة الحسين بن علي (عليهما السلام( سيّد شباب أهل الجنة [نقل حديث: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة((، صحيح الترمذي عن أبي سعيد الخدري وحذيفة 2: 306 و 307، وصحيح ابن ماجة في باب فضائل أصحاب رسول الله؛ ومستدرك الصحيحين وحلية الأولياء وتاريخ بغداد واصابة ابن حجر وكنز العمال وذخائر العقبى والكثير من المصادر الأخرى]، وابن فاطمة الزهراء (عليها السلام( ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم(؛ فنقوم بدراسة تحليلية لتاريخ حياة هؤلاء الشهداء وبطولاتهم وصولاتهم، ونتحدث عن أهدافهم. ونحيّي أرواحهم الطاهرة.
إنّنا نعتقد أن بني أميّة غيروا الكثير من سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم( وشمّروا عن ساعد الجدّ للقضاء على القيم الإسلامية. فلقد ثار الحسين بن علي (عليه السلام( سنة 61هـ ضد يزيد الفاسق الغريب عن الإسلام الذي تربع - ويا للأسف - على مقعد الخلافة الإسلامية؛ ورغم أن الإمام استشهد مع أصحابه جميعاً على أرض كربلاء، وأُسر أهل بيته، إلاّ أن دمه الزكيّ بثّ روحاً جديدة في المسلمين آنذاك، وحرك فيهم روح الثورة بحيث توالت الانتفاضات ضدّ بني أمية ووجّهت ضربات حاسمة لأركان الظلم والجور والاستبداد، حتى أُطيح بهم وطوى الدهر صفحتهم السوداء،؛ والجدير ذكره أن جميع الثورات التي حدثت بعد واقعة عاشوراء ضدّ بني أميّة كانت ترفع بعض هذه الشعارات حتى في العصر العباسي المستبد. [استعان أبو مسلم الخراساني الذي اجتثّ جذور السلطة الأموية بشعار ((الرضا لآل محمد(( لخطب ودّ المسلمين (الكامل لابن الأثير 5: 372(. كما رفعت ثورة التوّابين شعار ((يا لثارت الحسين(( (الكامل لابن الأثير 4: 175(، وهو شعار رفعه المختار بن أبي عبيد الثقفي أيضاً (الكامل 4: 288(.
ومن المعلوم أن الحسين بن علي صاحب فخّ هو من جملة من ثاروا ضدّ بني العبّاس، وقد اختزل هدفه بجملة واحدة هي: ((وادعوكم إلى الرضا من آل محمد(( (مقاتل الطالبين: 299؛ تاريخ الطبري 8: 194(].
وأصبحت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام( الدامية اليوم رمزاً عند الشيعة لمقاومة أي نوع من أنواع الاستبداد والظلم والجور، وباتت شعارات ((هيهات منا الذلّة(( و ((أن الحياة عقيدة وجهاد(( وغيرهما مما هو مُستلّ من تاريخ كربلاء الدامي تعيننا على مواجهة السلطات الظالمة، والوقوف أمامها، للخلاص من الظالمين إقتداء بسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام( وصحبه، (وقد رفعت الثورة الإسلامية في إيران هذه الشعارات أيضاً في مواجهة الظلم والاستكبار وبخلاصة نقول: إن تخليد ذكرى شهداء الإسلام، ولا سيّما شهداء كربلاء يجدّد ويحيي فينا روح الحماسة والإيثار والشهادة والتضحية في سبيل العقيدة والإيمان، ويعطينا دروساً مهمّة في الشموخ والعزّ وعدم الخضوع للظلم، مما يبيّن فلسفة إحياء هذه الذكرى وتجديد مراسم العزاء كلّ عام.
وربّما لا يعلم الكثير عمّا يجري في هذه المراسم، ويتصور أنها تتعلق بحدث تاريخي قد علاه غبار النسيان منذ مدّة طويلة، إلاّ أنّنا نعي جيداً ما تركته وما تتركه هذه الشاعر من تأثير في تاريخنا الماضي والحاضر والمستقبل.
ولا يخفى على أحد شعائرنا التي أقامها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم( والمسلمون في صدر الإسلام على حمزة سيد الشهداء بعد غزوة أُحُد، حيث ذكرتها جميع التواريخ المشهورة، وخلاصة الرواية أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم( كان يمر قرب أحد بيوت الأنصار فسمع أصوات البكاء والنحيب، فاغرورقت عيناه بالدموع وقال: ولكن حمزة لا بواكي له، فسمع سعد بن معاذ ذلك وأسرع إلى بني عبد الأشهل وأمر نساءهم بالتوجه إلى بيت حمزة عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم( وإقامة العزاء له. [ الكامل لبن الأثير 2: 163؛ سيرة ابن هشام 3: 104].
وبطبيعة الحال فإنّ إقامة العزاء لا تختص بحمزة (رضي الله عنه(فقط، وإنّما يجب أن تقام هذه المراسم لجميع الشهداء، لحفظ ما حقّقوه للأجيال اللاحقة، وبثّ دماء جديدة في عروق الأمّة، ومن الطريف أنّه تزامن كتابة هذه السطور يوم عاشوراء (العاشر من محرم الحرام( سنة 1417 للهجرة، حيث تجتاح العالم الإسلامي موجة من الغليان، ويتشح بالسواد شيباً وشباناً رجالاً ونساءً، للمشاركة في عزاء الإمام الحسين (عليه السلام( وشهداء كربلاء؛ ويحصل تحوّل عميق في أرواح وأفكار الجميع بحيث لو طلب منهم التوجه لمحاربة أعداء الإسلام، لما توانوا لحظة واحدة ولحملوا السلاح واتجهوا إلى ميادين الجهاد للتضحية بأغلى ما يملكون، وكأنّ دماء الشهادة تجري في عروقهم، وكأنّهم يرون الإمام الحسين وصحبه يجندلون في ميادين التضحية من أجل الإسلام وفي سبيل الله.
أما الأشعار الحماسية التي تتلى في هذه المراسم العظيمة، فهي مليئة بالمعاني الحيّة التي تدعوا إلى مقارعة الاستعمار والاستكبار وعدم الاستسلام للظلم وترجيح الموت بعزّ على الحياة بذلّ.
إنّنا نعتقد أن هذه الشعائر تُعتبر كنزاً عظيماً يجب أن يُحفظ ليُستثمر في إحياء الإسلام والإيمان والتقوى.
إنّنا نعتقد أن بني أميّة غيروا الكثير من سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم( وشمّروا عن ساعد الجدّ للقضاء على القيم الإسلامية. فلقد ثار الحسين بن علي (عليه السلام( سنة 61هـ ضد يزيد الفاسق الغريب عن الإسلام الذي تربع - ويا للأسف - على مقعد الخلافة الإسلامية؛ ورغم أن الإمام استشهد مع أصحابه جميعاً على أرض كربلاء، وأُسر أهل بيته، إلاّ أن دمه الزكيّ بثّ روحاً جديدة في المسلمين آنذاك، وحرك فيهم روح الثورة بحيث توالت الانتفاضات ضدّ بني أمية ووجّهت ضربات حاسمة لأركان الظلم والجور والاستبداد، حتى أُطيح بهم وطوى الدهر صفحتهم السوداء،؛ والجدير ذكره أن جميع الثورات التي حدثت بعد واقعة عاشوراء ضدّ بني أميّة كانت ترفع بعض هذه الشعارات حتى في العصر العباسي المستبد. [استعان أبو مسلم الخراساني الذي اجتثّ جذور السلطة الأموية بشعار ((الرضا لآل محمد(( لخطب ودّ المسلمين (الكامل لابن الأثير 5: 372(. كما رفعت ثورة التوّابين شعار ((يا لثارت الحسين(( (الكامل لابن الأثير 4: 175(، وهو شعار رفعه المختار بن أبي عبيد الثقفي أيضاً (الكامل 4: 288(.
ومن المعلوم أن الحسين بن علي صاحب فخّ هو من جملة من ثاروا ضدّ بني العبّاس، وقد اختزل هدفه بجملة واحدة هي: ((وادعوكم إلى الرضا من آل محمد(( (مقاتل الطالبين: 299؛ تاريخ الطبري 8: 194(].
وأصبحت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام( الدامية اليوم رمزاً عند الشيعة لمقاومة أي نوع من أنواع الاستبداد والظلم والجور، وباتت شعارات ((هيهات منا الذلّة(( و ((أن الحياة عقيدة وجهاد(( وغيرهما مما هو مُستلّ من تاريخ كربلاء الدامي تعيننا على مواجهة السلطات الظالمة، والوقوف أمامها، للخلاص من الظالمين إقتداء بسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام( وصحبه، (وقد رفعت الثورة الإسلامية في إيران هذه الشعارات أيضاً في مواجهة الظلم والاستكبار وبخلاصة نقول: إن تخليد ذكرى شهداء الإسلام، ولا سيّما شهداء كربلاء يجدّد ويحيي فينا روح الحماسة والإيثار والشهادة والتضحية في سبيل العقيدة والإيمان، ويعطينا دروساً مهمّة في الشموخ والعزّ وعدم الخضوع للظلم، مما يبيّن فلسفة إحياء هذه الذكرى وتجديد مراسم العزاء كلّ عام.
وربّما لا يعلم الكثير عمّا يجري في هذه المراسم، ويتصور أنها تتعلق بحدث تاريخي قد علاه غبار النسيان منذ مدّة طويلة، إلاّ أنّنا نعي جيداً ما تركته وما تتركه هذه الشاعر من تأثير في تاريخنا الماضي والحاضر والمستقبل.
ولا يخفى على أحد شعائرنا التي أقامها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم( والمسلمون في صدر الإسلام على حمزة سيد الشهداء بعد غزوة أُحُد، حيث ذكرتها جميع التواريخ المشهورة، وخلاصة الرواية أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم( كان يمر قرب أحد بيوت الأنصار فسمع أصوات البكاء والنحيب، فاغرورقت عيناه بالدموع وقال: ولكن حمزة لا بواكي له، فسمع سعد بن معاذ ذلك وأسرع إلى بني عبد الأشهل وأمر نساءهم بالتوجه إلى بيت حمزة عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم( وإقامة العزاء له. [ الكامل لبن الأثير 2: 163؛ سيرة ابن هشام 3: 104].
وبطبيعة الحال فإنّ إقامة العزاء لا تختص بحمزة (رضي الله عنه(فقط، وإنّما يجب أن تقام هذه المراسم لجميع الشهداء، لحفظ ما حقّقوه للأجيال اللاحقة، وبثّ دماء جديدة في عروق الأمّة، ومن الطريف أنّه تزامن كتابة هذه السطور يوم عاشوراء (العاشر من محرم الحرام( سنة 1417 للهجرة، حيث تجتاح العالم الإسلامي موجة من الغليان، ويتشح بالسواد شيباً وشباناً رجالاً ونساءً، للمشاركة في عزاء الإمام الحسين (عليه السلام( وشهداء كربلاء؛ ويحصل تحوّل عميق في أرواح وأفكار الجميع بحيث لو طلب منهم التوجه لمحاربة أعداء الإسلام، لما توانوا لحظة واحدة ولحملوا السلاح واتجهوا إلى ميادين الجهاد للتضحية بأغلى ما يملكون، وكأنّ دماء الشهادة تجري في عروقهم، وكأنّهم يرون الإمام الحسين وصحبه يجندلون في ميادين التضحية من أجل الإسلام وفي سبيل الله.
أما الأشعار الحماسية التي تتلى في هذه المراسم العظيمة، فهي مليئة بالمعاني الحيّة التي تدعوا إلى مقارعة الاستعمار والاستكبار وعدم الاستسلام للظلم وترجيح الموت بعزّ على الحياة بذلّ.
إنّنا نعتقد أن هذه الشعائر تُعتبر كنزاً عظيماً يجب أن يُحفظ ليُستثمر في إحياء الإسلام والإيمان والتقوى.