هو موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق (عليهما السلام). ولد يوم 7 صفر سنة 128 من الهجرة في الأبواء (وهو مكان بين مكة والمدينة وفيه قبر آمنة بنت وهب أم النبي (ص) واستشهد مسموما بأمر هارون الرشيد في سجن السندي صاحب شرطته في 25 من رجب سنة 186 للهجرة على الأشهر وعمره 57 سنة ودفن بمقابر قريش في الجانب الغربي من بغداد.
وكان من المعاصرين له (ع) من ملوك بني العباس كل من المنصور والمهدي والرشيد، وقد نص عليه أبوه الإمام جعفر الصادق (ع) بالإمامة بمحضر من أصحابه وبعض ولده.
وقد ظهرت له (ع) من الآيات والمعجزات ما بهرت العقول وقطعت ألسنة المخالفين. وكان عليه السلام أفضل أهل زمانه علماً وحلماً وزهداً وعبادة وكرماً وسخاء.
فمن فضائله وكرم أخلاقه أن رجلا كان بالمدينة يؤذي الإمام موسى بن جعفر (ع) ويسبه ويشتم علياً عليه السلام، فقال للإمام بعض أصحابه ومواليه دعنا نقتله، فقال لا تفعلوا، ثم ركب دابته ومضى إليه وكان الرجل في مزرعة له، فدخل الإمام المزرعة فصاح الرجل لا تدس زرعنا فلم يلتفت إليه حتى وصل إليه وسلم عليه وقال له: كم ترجو أن تصيب منه. قال أرجو أن يجيء منه مائتا دينار، فأخرج الإمام صُرة فيها (300) دينار ودفعها إليه وقال له: هذا زرعك على حاله والله يرزقك. فقام الرجل يقبل رأس الإمام وصار يدعوا له بعد ذلك.
وكان (ع) يتفقد الفقراء في المدينة فيحمل إليهم الزنبيل ليلاً وفيه الطعام وصُرر الدراهم ويوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو. كما كان يفعل أبوه وجده عليهم السلام. وكانت صراره ما بين المائتين إلى الثلثمائة دينار ولذلك سمي ( بباب الحوائج ).
وكان (ع) يلقب بالصالح والصابر والأمين والكاظم، ويعرف بالعبد الصالح، وسمي بالكاظم لأنه كان إذا بلغه عن أحد سوء إليه بعث بمال يغنيه.
وصفه (ع) .. عن شقيق البلخي:
وقد جاء في وصفه عن شقيق البلخي كما في رواية ابن الجوزي أنه قال: خرجت حاجاً سنة 149 للهجرة فنزلت القادسية، وإذا بشاب حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب صوف مشتمل وفي رجليه نعلان، فجلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاً على الناس، والله لأمضين إليه وأوبخه.
فدنوت منه فلما رآني مقبلاً، قال: يا شقيق اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم. فقلت في نفسي هذا عبد صالح قد نطق بما في خاطري لألحقنه وأسأله أن يجالسني فغاب عن عيني فلما نزلنا واقصة، إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تنحدر على خديه، فقلت في نفسي أمضي إليه وأعتذر منه، فأوجز في صلاته وقال: يا شقيق وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى. فقلت: هذا من الأبدال قد تكلم عن سري مرتين. فلما نزلنا زيالاً، وإذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي الماء فسقطت الركوة في البئر، فرفع طرفه إلى السماء وقال:
أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء
وقوتي إذا أردتُ الطعاما
فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ملؤها فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات ثم
مال إلى كثيب رمل هناك فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب. فقلت أطعمني من فضل ما رزقك الله وما أنعم عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا سويق وسكر ما شربت والله ألذ منه ولا أطيب ريحا فشبعت ورويت، وأقمت أياماً لا أشتهي الطعام ولا الشراب، ثم لم أره حتى دخلت مكة فرأيته ليلة إلى جانب قبة الشراب نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح فلما انتهى قام إلى صلاة الفجر وطاف بالبيت سبعا وخرج، فتبعته لأعرف أين ذهب، فإذا له حاشية وأموال وغلمان وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس يسلمون عليه ويتركون به، فقلت لبعضهم: من هذا؟ فقال: هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
وفاته عليه السلام:
لما حج الرشيد جاء إلى المدينة وقبض على الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وحبسه ثم نقله من سجن إلى سجن من المدينة إلى البصرة إلى بغداد وأخيراً دس إليه السم في حبس السندي ابن شاهك فاستشهد. وحمل نعشه الشريف أربعة من المحالين ووضعوه على جسر بغداد ولما رأي عم الرشيد وهو "سليمان بن جعفر" أخذ النعش وشيعه وغسله ودفنه في مقابر قريش ( وتسمى اليوم مدينة الكاظمية) وعلى القبر قبتان وأربع مآذن وكلها مغشاة بالذهب.
من وصاياه وحكمه عليه السلام:
1- أوصى بعض ولده: يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها. وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها.
2- إياك الكسل والضجر فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.
3- إعمل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موقعه، وإن لم يكن من أهله كنت من أهله.
وكان من المعاصرين له (ع) من ملوك بني العباس كل من المنصور والمهدي والرشيد، وقد نص عليه أبوه الإمام جعفر الصادق (ع) بالإمامة بمحضر من أصحابه وبعض ولده.
وقد ظهرت له (ع) من الآيات والمعجزات ما بهرت العقول وقطعت ألسنة المخالفين. وكان عليه السلام أفضل أهل زمانه علماً وحلماً وزهداً وعبادة وكرماً وسخاء.
فمن فضائله وكرم أخلاقه أن رجلا كان بالمدينة يؤذي الإمام موسى بن جعفر (ع) ويسبه ويشتم علياً عليه السلام، فقال للإمام بعض أصحابه ومواليه دعنا نقتله، فقال لا تفعلوا، ثم ركب دابته ومضى إليه وكان الرجل في مزرعة له، فدخل الإمام المزرعة فصاح الرجل لا تدس زرعنا فلم يلتفت إليه حتى وصل إليه وسلم عليه وقال له: كم ترجو أن تصيب منه. قال أرجو أن يجيء منه مائتا دينار، فأخرج الإمام صُرة فيها (300) دينار ودفعها إليه وقال له: هذا زرعك على حاله والله يرزقك. فقام الرجل يقبل رأس الإمام وصار يدعوا له بعد ذلك.
وكان (ع) يتفقد الفقراء في المدينة فيحمل إليهم الزنبيل ليلاً وفيه الطعام وصُرر الدراهم ويوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو. كما كان يفعل أبوه وجده عليهم السلام. وكانت صراره ما بين المائتين إلى الثلثمائة دينار ولذلك سمي ( بباب الحوائج ).
وكان (ع) يلقب بالصالح والصابر والأمين والكاظم، ويعرف بالعبد الصالح، وسمي بالكاظم لأنه كان إذا بلغه عن أحد سوء إليه بعث بمال يغنيه.
وصفه (ع) .. عن شقيق البلخي:
وقد جاء في وصفه عن شقيق البلخي كما في رواية ابن الجوزي أنه قال: خرجت حاجاً سنة 149 للهجرة فنزلت القادسية، وإذا بشاب حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب صوف مشتمل وفي رجليه نعلان، فجلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاً على الناس، والله لأمضين إليه وأوبخه.
فدنوت منه فلما رآني مقبلاً، قال: يا شقيق اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم. فقلت في نفسي هذا عبد صالح قد نطق بما في خاطري لألحقنه وأسأله أن يجالسني فغاب عن عيني فلما نزلنا واقصة، إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تنحدر على خديه، فقلت في نفسي أمضي إليه وأعتذر منه، فأوجز في صلاته وقال: يا شقيق وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى. فقلت: هذا من الأبدال قد تكلم عن سري مرتين. فلما نزلنا زيالاً، وإذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي الماء فسقطت الركوة في البئر، فرفع طرفه إلى السماء وقال:
أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء
وقوتي إذا أردتُ الطعاما
فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ملؤها فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات ثم
مال إلى كثيب رمل هناك فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب. فقلت أطعمني من فضل ما رزقك الله وما أنعم عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا سويق وسكر ما شربت والله ألذ منه ولا أطيب ريحا فشبعت ورويت، وأقمت أياماً لا أشتهي الطعام ولا الشراب، ثم لم أره حتى دخلت مكة فرأيته ليلة إلى جانب قبة الشراب نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح فلما انتهى قام إلى صلاة الفجر وطاف بالبيت سبعا وخرج، فتبعته لأعرف أين ذهب، فإذا له حاشية وأموال وغلمان وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس يسلمون عليه ويتركون به، فقلت لبعضهم: من هذا؟ فقال: هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
وفاته عليه السلام:
لما حج الرشيد جاء إلى المدينة وقبض على الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وحبسه ثم نقله من سجن إلى سجن من المدينة إلى البصرة إلى بغداد وأخيراً دس إليه السم في حبس السندي ابن شاهك فاستشهد. وحمل نعشه الشريف أربعة من المحالين ووضعوه على جسر بغداد ولما رأي عم الرشيد وهو "سليمان بن جعفر" أخذ النعش وشيعه وغسله ودفنه في مقابر قريش ( وتسمى اليوم مدينة الكاظمية) وعلى القبر قبتان وأربع مآذن وكلها مغشاة بالذهب.
من وصاياه وحكمه عليه السلام:
1- أوصى بعض ولده: يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها. وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها.
2- إياك الكسل والضجر فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.
3- إعمل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موقعه، وإن لم يكن من أهله كنت من أهله.