بسم الله الرحمن الرحيم
ابن تيميه في صراعه مع اهل البيت
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) ـ المستدرك 2 : 342 وصححه على شرط مسلم ، عيون الأخبار لابن قتيبة 1 :211 ، المعارف : 146 ،تاريخ بغداد 12 : 91 ، تفسير أبن كثير 4 :123 ، مجمع الزوائد 9 : 168 ، الصواعق المحرقة : 236 ، روح المعاني 25 : 32 ، الخصائص الكبرى 2 : 466 ـ .
قال أبن حجر : جاء ـ الحديث ـ من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا .. وأن وجه تشبيههم بالسفينة : أن من أحبهم وعظمهم ،وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان ـ الصواعق المحرقة : باب 11 فصل 1 ، الآية السابعة : 152 ـ .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الأختلاف ،فإذا خالفتهم قبيلة من العرب أختلفوا فصاروا حزب إبليس )) المستدرك 3 : 149 وقال حديث صحيح ، فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2 : 672 /1145 ، الخصائص الكبرى 2 :466 ،الجامع الصغير 2: 680 /9313 ، الصواعق المحرقة : 152 ـ 153 ، 236 ـ .
قال أبن حجر : المراد بأهل البيت الذين هم أمان :علماؤهم ؛ لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ،والذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون ـ الصواعق المحرقة : 152 ـ .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا :كتاب الله ،وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) .
قال ابن حجر : في أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك .
قال الشبراوي : قد أكرم الله تعالى آل بيت نبيه بأن جعل فيهم القطبانية ، ومنهم المجدد على رأس كل سنة لهذه الأمة أمر دينها . فقد قال هارون الرشيد لموسى الكاظم وهو جالس عند الكعبة : أنت الذي تبايعك الناس سراً ؟ ! .
فقال له : أنا إمام القلوب ، وأنت إمام الجسوم .
قال : وما أحسن ما قيل :
ملوك على التحقيق ليس لغيرهم * من الملك إلا وزره وعقابه
شموس الهدى منهم ، ومنهم بدوره * وأنجمه مهم ، ومنهم شهابه
أما ابن تيمية فله قول آخر ، فهو يرى أنه لم تكن هناك مسلحة للعباد في وجود أي واحد من هؤلاء الأئمة ! .
يقول : ومن المعلوم المتيقن أن (هذا المنتظر) الغائب المفقود لم يحصل به شيء من المصلحة واللطف سواء كان ميتاً كما يقول الجمهور ، أو كان حياً كما تظنه الإمامية ن وكذلك أجداده المتقدمون لم يحصل بهم شيء من المصلحة واللف الحاصلة من إمام معصوم ذي سلطان كما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بالمدينة بعد الهجرة ! فإنه كان إمام المؤمنين الذين يجب عليهم طاعته ويحصل بذلك سعادتهم ! ! .
ترى قبل الهجرة ماذا كان ؟ ! .
ألم يكن م بعثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجوده مصلحة ؟! ولم يكن لبعثته مصلحة حتى تحقق له السلطان فأطاعه الناس ؟!.
ترى لو قد أنه لم يتحقق له سلطان ، فماذا ؟!
وأولئك الأنبياء الذين عصتهم أقوامهم أو قتلتهم ، ألم يكن من بعثتهم مصلحة ؟!.
إنه بهذا يقول : إن المصلحة المتحققة من وجود سلطان قائم لا يتحقق منها شيء بوجود نبيّ ليس له سلطان ولا يطيعه قومه ، فلا معنى عنده لوجود هذا العدد الكبير من الأنبياء الذين كبتهم أقوامهم وقتلوهم وحالوا دون نشر رسالاتهم !.
ولم يحصل بعد النبي أحد له سلطان تدعى له العصمة إلا علي زمن خلافته ، ومن المعلوم أن المصلحة واللطف الذي كان المؤمنون فيها زمن الخلفاء الثلاثة أعظم من المصلحة واللطف الذي كان في خلافة علي زمن القتال والفتنة والافتراق !.
فلا مصلحة إذن إلا بالسطان ! هذه هي النتيجة التي يبلغها فيقول : فعُلم بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطلة قطعاً !.
لماذا ؟! لأنّ أحداً منهم لم يتحقق له السلطان ولم تخل كل الأمة في طاعته !.
ماذا يقول عاقل مر على قرية غلب على أهلها التخلف فهم لا يفقهون حتى مبادئ الزراعة الأولية ، وغلب عليهم العناد فهم يستكبرون حتى عن إلقاء البذور على وجه الارض ، ويرى أن السماء تمطرهم بين الحين والحين وهم مع ذلك جياع منهكون ، أيقول إنه ليس للمطر فائدة ، وإن ما يزعمونه من المصلحة الحاصلة بنزول المطر باطلة قطعاً ؟!.
ذاك حديث الجاهلين . . حديث لا يرتضيه حتى أولي الأهواء الهابطة .
فما المصلحة ـ عند هؤلاء ـ من سفينة نوح حين لم يركبها قومه فغرقوا جميعاً وهلكوا ؟!.
أيقول أحد يؤمن بالله واليوم الآخر إنه ليس في نوح وسفينته مصلحة لا لطف لأن قومه عاشوا في زمانه فتناً واختلافاً كثيراً انتهى بهلاكهم جميعاً غير نفرٍ قليل كانوا معه ؟!.
إنها لغة بعيدة عن معاني لغة السماء ، بعيدة عن معاني القيم التي عرفها بني الإنسان ، فعرفوا للعظماء حقهم ، وعظموا قدرهم ، وأنبوا الإنسان الجافي لصدوده عنه وإخلاده إلى الأرض ! .
لقد عظم أولو النفوس الكريمة دعة الإصلاح وحملة مشاعل النور والخير أبداً . .
فمن جهل قد المسيخ (عليه السلام) وهو يعلم أن قومه لم يجنوا مع معين الخير الذي جاء به إلا تزراً يسيراً ، ثم أهدروه ؟!.
ومن ينكر أن يحيى بن زكريا كان خيراً كله ولطفاً وصلاحاً للإنسانية ، وإن أضاعه عبيد الأرض فلم ينتفعوا من خيره شيئاً لدنياهم أو أخراهم ؟!.
وهذا كتاب الله الحكيم الذي جمع خير الدنيا والآخرة ، وقد تركه الناس وراء ظهورهم بين كافر ومعاند وجاهل ومسلم لم يدخل الإيمان قلبه ، فلم ينتفعوا به شيئا ، أيقال إن المصلحة من إنزاله باطلة قطعا ؟! عدنا إلى حديث الجاهلين ...
نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشائ : ((الثقلين )) (( إن تمسكتم بهما )) (( لن تضلو بعدي ))! معادلة رياضية ذات طرفين :
(الثقلين) + (التمسك بهما) = (( لن تضلوا بعدي))
(( الثقلين )) = ((كتاب الله )) + ((عترتي أهل بيتي )) وقال النبي : ((لن يتفرقا ))
إذن (كتاب الله + عترتي أهل بيتي ) + (التمسك بهما ) = (( لن تضلوا بعدي)).
وهو المطلوب .
( أرض صالحة للإنبات + ماء فرات ) + حسن الأنتفاع بهما = ثروة ورفاه .
فهل يلقي باللائمة على التربة والماء من لم يحسن الأنتفاع بهما وهدر مافيهما من ثروة ؟! ومن اخذ التربة يزرعها ويداريها وقد حبس عنها الماء فلم يحصد إلا العناء والشقاء ، أيقول إنه لاخير في الماء ولا لوجوده مصلحة ؟ !.
كانت تحدثنا الأساطير بأحكام كهذه يقصها علينا أجدادنا ونحن صغار ليضحكونا ، فنضحك لها ونغيب في الضحك حتى يخشى علينا أهلونا الأختناق ،فما فجأنا إلا أن نرى تلك الأحكام عقيدة يدين بها ( الفقيه ) ( الإمام) ، ويختم بها تصوره للدين والحياة ، ونظرته للأنبياء والأوصياء والأسباط !!.
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن تيميه في صراعه مع اهل البيت
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) ـ المستدرك 2 : 342 وصححه على شرط مسلم ، عيون الأخبار لابن قتيبة 1 :211 ، المعارف : 146 ،تاريخ بغداد 12 : 91 ، تفسير أبن كثير 4 :123 ، مجمع الزوائد 9 : 168 ، الصواعق المحرقة : 236 ، روح المعاني 25 : 32 ، الخصائص الكبرى 2 : 466 ـ .
قال أبن حجر : جاء ـ الحديث ـ من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا .. وأن وجه تشبيههم بالسفينة : أن من أحبهم وعظمهم ،وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان ـ الصواعق المحرقة : باب 11 فصل 1 ، الآية السابعة : 152 ـ .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الأختلاف ،فإذا خالفتهم قبيلة من العرب أختلفوا فصاروا حزب إبليس )) المستدرك 3 : 149 وقال حديث صحيح ، فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2 : 672 /1145 ، الخصائص الكبرى 2 :466 ،الجامع الصغير 2: 680 /9313 ، الصواعق المحرقة : 152 ـ 153 ، 236 ـ .
قال أبن حجر : المراد بأهل البيت الذين هم أمان :علماؤهم ؛ لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ،والذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون ـ الصواعق المحرقة : 152 ـ .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا :كتاب الله ،وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) .
قال ابن حجر : في أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك .
قال الشبراوي : قد أكرم الله تعالى آل بيت نبيه بأن جعل فيهم القطبانية ، ومنهم المجدد على رأس كل سنة لهذه الأمة أمر دينها . فقد قال هارون الرشيد لموسى الكاظم وهو جالس عند الكعبة : أنت الذي تبايعك الناس سراً ؟ ! .
فقال له : أنا إمام القلوب ، وأنت إمام الجسوم .
قال : وما أحسن ما قيل :
ملوك على التحقيق ليس لغيرهم * من الملك إلا وزره وعقابه
شموس الهدى منهم ، ومنهم بدوره * وأنجمه مهم ، ومنهم شهابه
أما ابن تيمية فله قول آخر ، فهو يرى أنه لم تكن هناك مسلحة للعباد في وجود أي واحد من هؤلاء الأئمة ! .
يقول : ومن المعلوم المتيقن أن (هذا المنتظر) الغائب المفقود لم يحصل به شيء من المصلحة واللطف سواء كان ميتاً كما يقول الجمهور ، أو كان حياً كما تظنه الإمامية ن وكذلك أجداده المتقدمون لم يحصل بهم شيء من المصلحة واللف الحاصلة من إمام معصوم ذي سلطان كما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بالمدينة بعد الهجرة ! فإنه كان إمام المؤمنين الذين يجب عليهم طاعته ويحصل بذلك سعادتهم ! ! .
ترى قبل الهجرة ماذا كان ؟ ! .
ألم يكن م بعثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجوده مصلحة ؟! ولم يكن لبعثته مصلحة حتى تحقق له السلطان فأطاعه الناس ؟!.
ترى لو قد أنه لم يتحقق له سلطان ، فماذا ؟!
وأولئك الأنبياء الذين عصتهم أقوامهم أو قتلتهم ، ألم يكن من بعثتهم مصلحة ؟!.
إنه بهذا يقول : إن المصلحة المتحققة من وجود سلطان قائم لا يتحقق منها شيء بوجود نبيّ ليس له سلطان ولا يطيعه قومه ، فلا معنى عنده لوجود هذا العدد الكبير من الأنبياء الذين كبتهم أقوامهم وقتلوهم وحالوا دون نشر رسالاتهم !.
ولم يحصل بعد النبي أحد له سلطان تدعى له العصمة إلا علي زمن خلافته ، ومن المعلوم أن المصلحة واللطف الذي كان المؤمنون فيها زمن الخلفاء الثلاثة أعظم من المصلحة واللطف الذي كان في خلافة علي زمن القتال والفتنة والافتراق !.
فلا مصلحة إذن إلا بالسطان ! هذه هي النتيجة التي يبلغها فيقول : فعُلم بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطلة قطعاً !.
لماذا ؟! لأنّ أحداً منهم لم يتحقق له السلطان ولم تخل كل الأمة في طاعته !.
ماذا يقول عاقل مر على قرية غلب على أهلها التخلف فهم لا يفقهون حتى مبادئ الزراعة الأولية ، وغلب عليهم العناد فهم يستكبرون حتى عن إلقاء البذور على وجه الارض ، ويرى أن السماء تمطرهم بين الحين والحين وهم مع ذلك جياع منهكون ، أيقول إنه ليس للمطر فائدة ، وإن ما يزعمونه من المصلحة الحاصلة بنزول المطر باطلة قطعاً ؟!.
ذاك حديث الجاهلين . . حديث لا يرتضيه حتى أولي الأهواء الهابطة .
فما المصلحة ـ عند هؤلاء ـ من سفينة نوح حين لم يركبها قومه فغرقوا جميعاً وهلكوا ؟!.
أيقول أحد يؤمن بالله واليوم الآخر إنه ليس في نوح وسفينته مصلحة لا لطف لأن قومه عاشوا في زمانه فتناً واختلافاً كثيراً انتهى بهلاكهم جميعاً غير نفرٍ قليل كانوا معه ؟!.
إنها لغة بعيدة عن معاني لغة السماء ، بعيدة عن معاني القيم التي عرفها بني الإنسان ، فعرفوا للعظماء حقهم ، وعظموا قدرهم ، وأنبوا الإنسان الجافي لصدوده عنه وإخلاده إلى الأرض ! .
لقد عظم أولو النفوس الكريمة دعة الإصلاح وحملة مشاعل النور والخير أبداً . .
فمن جهل قد المسيخ (عليه السلام) وهو يعلم أن قومه لم يجنوا مع معين الخير الذي جاء به إلا تزراً يسيراً ، ثم أهدروه ؟!.
ومن ينكر أن يحيى بن زكريا كان خيراً كله ولطفاً وصلاحاً للإنسانية ، وإن أضاعه عبيد الأرض فلم ينتفعوا من خيره شيئاً لدنياهم أو أخراهم ؟!.
وهذا كتاب الله الحكيم الذي جمع خير الدنيا والآخرة ، وقد تركه الناس وراء ظهورهم بين كافر ومعاند وجاهل ومسلم لم يدخل الإيمان قلبه ، فلم ينتفعوا به شيئا ، أيقال إن المصلحة من إنزاله باطلة قطعا ؟! عدنا إلى حديث الجاهلين ...
نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشائ : ((الثقلين )) (( إن تمسكتم بهما )) (( لن تضلو بعدي ))! معادلة رياضية ذات طرفين :
(الثقلين) + (التمسك بهما) = (( لن تضلوا بعدي))
(( الثقلين )) = ((كتاب الله )) + ((عترتي أهل بيتي )) وقال النبي : ((لن يتفرقا ))
إذن (كتاب الله + عترتي أهل بيتي ) + (التمسك بهما ) = (( لن تضلوا بعدي)).
وهو المطلوب .
( أرض صالحة للإنبات + ماء فرات ) + حسن الأنتفاع بهما = ثروة ورفاه .
فهل يلقي باللائمة على التربة والماء من لم يحسن الأنتفاع بهما وهدر مافيهما من ثروة ؟! ومن اخذ التربة يزرعها ويداريها وقد حبس عنها الماء فلم يحصد إلا العناء والشقاء ، أيقول إنه لاخير في الماء ولا لوجوده مصلحة ؟ !.
كانت تحدثنا الأساطير بأحكام كهذه يقصها علينا أجدادنا ونحن صغار ليضحكونا ، فنضحك لها ونغيب في الضحك حتى يخشى علينا أهلونا الأختناق ،فما فجأنا إلا أن نرى تلك الأحكام عقيدة يدين بها ( الفقيه ) ( الإمام) ، ويختم بها تصوره للدين والحياة ، ونظرته للأنبياء والأوصياء والأسباط !!.
ابن تيميه في صراعه مع اهل البيت
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) ـ المستدرك 2 : 342 وصححه على شرط مسلم ، عيون الأخبار لابن قتيبة 1 :211 ، المعارف : 146 ،تاريخ بغداد 12 : 91 ، تفسير أبن كثير 4 :123 ، مجمع الزوائد 9 : 168 ، الصواعق المحرقة : 236 ، روح المعاني 25 : 32 ، الخصائص الكبرى 2 : 466 ـ .
قال أبن حجر : جاء ـ الحديث ـ من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا .. وأن وجه تشبيههم بالسفينة : أن من أحبهم وعظمهم ،وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان ـ الصواعق المحرقة : باب 11 فصل 1 ، الآية السابعة : 152 ـ .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الأختلاف ،فإذا خالفتهم قبيلة من العرب أختلفوا فصاروا حزب إبليس )) المستدرك 3 : 149 وقال حديث صحيح ، فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2 : 672 /1145 ، الخصائص الكبرى 2 :466 ،الجامع الصغير 2: 680 /9313 ، الصواعق المحرقة : 152 ـ 153 ، 236 ـ .
قال أبن حجر : المراد بأهل البيت الذين هم أمان :علماؤهم ؛ لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ،والذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون ـ الصواعق المحرقة : 152 ـ .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا :كتاب الله ،وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) .
قال ابن حجر : في أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك .
قال الشبراوي : قد أكرم الله تعالى آل بيت نبيه بأن جعل فيهم القطبانية ، ومنهم المجدد على رأس كل سنة لهذه الأمة أمر دينها . فقد قال هارون الرشيد لموسى الكاظم وهو جالس عند الكعبة : أنت الذي تبايعك الناس سراً ؟ ! .
فقال له : أنا إمام القلوب ، وأنت إمام الجسوم .
قال : وما أحسن ما قيل :
ملوك على التحقيق ليس لغيرهم * من الملك إلا وزره وعقابه
شموس الهدى منهم ، ومنهم بدوره * وأنجمه مهم ، ومنهم شهابه
أما ابن تيمية فله قول آخر ، فهو يرى أنه لم تكن هناك مسلحة للعباد في وجود أي واحد من هؤلاء الأئمة ! .
يقول : ومن المعلوم المتيقن أن (هذا المنتظر) الغائب المفقود لم يحصل به شيء من المصلحة واللطف سواء كان ميتاً كما يقول الجمهور ، أو كان حياً كما تظنه الإمامية ن وكذلك أجداده المتقدمون لم يحصل بهم شيء من المصلحة واللف الحاصلة من إمام معصوم ذي سلطان كما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بالمدينة بعد الهجرة ! فإنه كان إمام المؤمنين الذين يجب عليهم طاعته ويحصل بذلك سعادتهم ! ! .
ترى قبل الهجرة ماذا كان ؟ ! .
ألم يكن م بعثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجوده مصلحة ؟! ولم يكن لبعثته مصلحة حتى تحقق له السلطان فأطاعه الناس ؟!.
ترى لو قد أنه لم يتحقق له سلطان ، فماذا ؟!
وأولئك الأنبياء الذين عصتهم أقوامهم أو قتلتهم ، ألم يكن من بعثتهم مصلحة ؟!.
إنه بهذا يقول : إن المصلحة المتحققة من وجود سلطان قائم لا يتحقق منها شيء بوجود نبيّ ليس له سلطان ولا يطيعه قومه ، فلا معنى عنده لوجود هذا العدد الكبير من الأنبياء الذين كبتهم أقوامهم وقتلوهم وحالوا دون نشر رسالاتهم !.
ولم يحصل بعد النبي أحد له سلطان تدعى له العصمة إلا علي زمن خلافته ، ومن المعلوم أن المصلحة واللطف الذي كان المؤمنون فيها زمن الخلفاء الثلاثة أعظم من المصلحة واللطف الذي كان في خلافة علي زمن القتال والفتنة والافتراق !.
فلا مصلحة إذن إلا بالسطان ! هذه هي النتيجة التي يبلغها فيقول : فعُلم بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطلة قطعاً !.
لماذا ؟! لأنّ أحداً منهم لم يتحقق له السلطان ولم تخل كل الأمة في طاعته !.
ماذا يقول عاقل مر على قرية غلب على أهلها التخلف فهم لا يفقهون حتى مبادئ الزراعة الأولية ، وغلب عليهم العناد فهم يستكبرون حتى عن إلقاء البذور على وجه الارض ، ويرى أن السماء تمطرهم بين الحين والحين وهم مع ذلك جياع منهكون ، أيقول إنه ليس للمطر فائدة ، وإن ما يزعمونه من المصلحة الحاصلة بنزول المطر باطلة قطعاً ؟!.
ذاك حديث الجاهلين . . حديث لا يرتضيه حتى أولي الأهواء الهابطة .
فما المصلحة ـ عند هؤلاء ـ من سفينة نوح حين لم يركبها قومه فغرقوا جميعاً وهلكوا ؟!.
أيقول أحد يؤمن بالله واليوم الآخر إنه ليس في نوح وسفينته مصلحة لا لطف لأن قومه عاشوا في زمانه فتناً واختلافاً كثيراً انتهى بهلاكهم جميعاً غير نفرٍ قليل كانوا معه ؟!.
إنها لغة بعيدة عن معاني لغة السماء ، بعيدة عن معاني القيم التي عرفها بني الإنسان ، فعرفوا للعظماء حقهم ، وعظموا قدرهم ، وأنبوا الإنسان الجافي لصدوده عنه وإخلاده إلى الأرض ! .
لقد عظم أولو النفوس الكريمة دعة الإصلاح وحملة مشاعل النور والخير أبداً . .
فمن جهل قد المسيخ (عليه السلام) وهو يعلم أن قومه لم يجنوا مع معين الخير الذي جاء به إلا تزراً يسيراً ، ثم أهدروه ؟!.
ومن ينكر أن يحيى بن زكريا كان خيراً كله ولطفاً وصلاحاً للإنسانية ، وإن أضاعه عبيد الأرض فلم ينتفعوا من خيره شيئاً لدنياهم أو أخراهم ؟!.
وهذا كتاب الله الحكيم الذي جمع خير الدنيا والآخرة ، وقد تركه الناس وراء ظهورهم بين كافر ومعاند وجاهل ومسلم لم يدخل الإيمان قلبه ، فلم ينتفعوا به شيئا ، أيقال إن المصلحة من إنزاله باطلة قطعا ؟! عدنا إلى حديث الجاهلين ...
نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشائ : ((الثقلين )) (( إن تمسكتم بهما )) (( لن تضلو بعدي ))! معادلة رياضية ذات طرفين :
(الثقلين) + (التمسك بهما) = (( لن تضلوا بعدي))
(( الثقلين )) = ((كتاب الله )) + ((عترتي أهل بيتي )) وقال النبي : ((لن يتفرقا ))
إذن (كتاب الله + عترتي أهل بيتي ) + (التمسك بهما ) = (( لن تضلوا بعدي)).
وهو المطلوب .
( أرض صالحة للإنبات + ماء فرات ) + حسن الأنتفاع بهما = ثروة ورفاه .
فهل يلقي باللائمة على التربة والماء من لم يحسن الأنتفاع بهما وهدر مافيهما من ثروة ؟! ومن اخذ التربة يزرعها ويداريها وقد حبس عنها الماء فلم يحصد إلا العناء والشقاء ، أيقول إنه لاخير في الماء ولا لوجوده مصلحة ؟ !.
كانت تحدثنا الأساطير بأحكام كهذه يقصها علينا أجدادنا ونحن صغار ليضحكونا ، فنضحك لها ونغيب في الضحك حتى يخشى علينا أهلونا الأختناق ،فما فجأنا إلا أن نرى تلك الأحكام عقيدة يدين بها ( الفقيه ) ( الإمام) ، ويختم بها تصوره للدين والحياة ، ونظرته للأنبياء والأوصياء والأسباط !!.
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن تيميه في صراعه مع اهل البيت
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) ـ المستدرك 2 : 342 وصححه على شرط مسلم ، عيون الأخبار لابن قتيبة 1 :211 ، المعارف : 146 ،تاريخ بغداد 12 : 91 ، تفسير أبن كثير 4 :123 ، مجمع الزوائد 9 : 168 ، الصواعق المحرقة : 236 ، روح المعاني 25 : 32 ، الخصائص الكبرى 2 : 466 ـ .
قال أبن حجر : جاء ـ الحديث ـ من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا .. وأن وجه تشبيههم بالسفينة : أن من أحبهم وعظمهم ،وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان ـ الصواعق المحرقة : باب 11 فصل 1 ، الآية السابعة : 152 ـ .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الأختلاف ،فإذا خالفتهم قبيلة من العرب أختلفوا فصاروا حزب إبليس )) المستدرك 3 : 149 وقال حديث صحيح ، فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2 : 672 /1145 ، الخصائص الكبرى 2 :466 ،الجامع الصغير 2: 680 /9313 ، الصواعق المحرقة : 152 ـ 153 ، 236 ـ .
قال أبن حجر : المراد بأهل البيت الذين هم أمان :علماؤهم ؛ لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ،والذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون ـ الصواعق المحرقة : 152 ـ .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا :كتاب الله ،وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) .
قال ابن حجر : في أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك .
قال الشبراوي : قد أكرم الله تعالى آل بيت نبيه بأن جعل فيهم القطبانية ، ومنهم المجدد على رأس كل سنة لهذه الأمة أمر دينها . فقد قال هارون الرشيد لموسى الكاظم وهو جالس عند الكعبة : أنت الذي تبايعك الناس سراً ؟ ! .
فقال له : أنا إمام القلوب ، وأنت إمام الجسوم .
قال : وما أحسن ما قيل :
ملوك على التحقيق ليس لغيرهم * من الملك إلا وزره وعقابه
شموس الهدى منهم ، ومنهم بدوره * وأنجمه مهم ، ومنهم شهابه
أما ابن تيمية فله قول آخر ، فهو يرى أنه لم تكن هناك مسلحة للعباد في وجود أي واحد من هؤلاء الأئمة ! .
يقول : ومن المعلوم المتيقن أن (هذا المنتظر) الغائب المفقود لم يحصل به شيء من المصلحة واللطف سواء كان ميتاً كما يقول الجمهور ، أو كان حياً كما تظنه الإمامية ن وكذلك أجداده المتقدمون لم يحصل بهم شيء من المصلحة واللف الحاصلة من إمام معصوم ذي سلطان كما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بالمدينة بعد الهجرة ! فإنه كان إمام المؤمنين الذين يجب عليهم طاعته ويحصل بذلك سعادتهم ! ! .
ترى قبل الهجرة ماذا كان ؟ ! .
ألم يكن م بعثة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجوده مصلحة ؟! ولم يكن لبعثته مصلحة حتى تحقق له السلطان فأطاعه الناس ؟!.
ترى لو قد أنه لم يتحقق له سلطان ، فماذا ؟!
وأولئك الأنبياء الذين عصتهم أقوامهم أو قتلتهم ، ألم يكن من بعثتهم مصلحة ؟!.
إنه بهذا يقول : إن المصلحة المتحققة من وجود سلطان قائم لا يتحقق منها شيء بوجود نبيّ ليس له سلطان ولا يطيعه قومه ، فلا معنى عنده لوجود هذا العدد الكبير من الأنبياء الذين كبتهم أقوامهم وقتلوهم وحالوا دون نشر رسالاتهم !.
ولم يحصل بعد النبي أحد له سلطان تدعى له العصمة إلا علي زمن خلافته ، ومن المعلوم أن المصلحة واللطف الذي كان المؤمنون فيها زمن الخلفاء الثلاثة أعظم من المصلحة واللطف الذي كان في خلافة علي زمن القتال والفتنة والافتراق !.
فلا مصلحة إذن إلا بالسطان ! هذه هي النتيجة التي يبلغها فيقول : فعُلم بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطلة قطعاً !.
لماذا ؟! لأنّ أحداً منهم لم يتحقق له السلطان ولم تخل كل الأمة في طاعته !.
ماذا يقول عاقل مر على قرية غلب على أهلها التخلف فهم لا يفقهون حتى مبادئ الزراعة الأولية ، وغلب عليهم العناد فهم يستكبرون حتى عن إلقاء البذور على وجه الارض ، ويرى أن السماء تمطرهم بين الحين والحين وهم مع ذلك جياع منهكون ، أيقول إنه ليس للمطر فائدة ، وإن ما يزعمونه من المصلحة الحاصلة بنزول المطر باطلة قطعاً ؟!.
ذاك حديث الجاهلين . . حديث لا يرتضيه حتى أولي الأهواء الهابطة .
فما المصلحة ـ عند هؤلاء ـ من سفينة نوح حين لم يركبها قومه فغرقوا جميعاً وهلكوا ؟!.
أيقول أحد يؤمن بالله واليوم الآخر إنه ليس في نوح وسفينته مصلحة لا لطف لأن قومه عاشوا في زمانه فتناً واختلافاً كثيراً انتهى بهلاكهم جميعاً غير نفرٍ قليل كانوا معه ؟!.
إنها لغة بعيدة عن معاني لغة السماء ، بعيدة عن معاني القيم التي عرفها بني الإنسان ، فعرفوا للعظماء حقهم ، وعظموا قدرهم ، وأنبوا الإنسان الجافي لصدوده عنه وإخلاده إلى الأرض ! .
لقد عظم أولو النفوس الكريمة دعة الإصلاح وحملة مشاعل النور والخير أبداً . .
فمن جهل قد المسيخ (عليه السلام) وهو يعلم أن قومه لم يجنوا مع معين الخير الذي جاء به إلا تزراً يسيراً ، ثم أهدروه ؟!.
ومن ينكر أن يحيى بن زكريا كان خيراً كله ولطفاً وصلاحاً للإنسانية ، وإن أضاعه عبيد الأرض فلم ينتفعوا من خيره شيئاً لدنياهم أو أخراهم ؟!.
وهذا كتاب الله الحكيم الذي جمع خير الدنيا والآخرة ، وقد تركه الناس وراء ظهورهم بين كافر ومعاند وجاهل ومسلم لم يدخل الإيمان قلبه ، فلم ينتفعوا به شيئا ، أيقال إن المصلحة من إنزاله باطلة قطعا ؟! عدنا إلى حديث الجاهلين ...
نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشائ : ((الثقلين )) (( إن تمسكتم بهما )) (( لن تضلو بعدي ))! معادلة رياضية ذات طرفين :
(الثقلين) + (التمسك بهما) = (( لن تضلوا بعدي))
(( الثقلين )) = ((كتاب الله )) + ((عترتي أهل بيتي )) وقال النبي : ((لن يتفرقا ))
إذن (كتاب الله + عترتي أهل بيتي ) + (التمسك بهما ) = (( لن تضلوا بعدي)).
وهو المطلوب .
( أرض صالحة للإنبات + ماء فرات ) + حسن الأنتفاع بهما = ثروة ورفاه .
فهل يلقي باللائمة على التربة والماء من لم يحسن الأنتفاع بهما وهدر مافيهما من ثروة ؟! ومن اخذ التربة يزرعها ويداريها وقد حبس عنها الماء فلم يحصد إلا العناء والشقاء ، أيقول إنه لاخير في الماء ولا لوجوده مصلحة ؟ !.
كانت تحدثنا الأساطير بأحكام كهذه يقصها علينا أجدادنا ونحن صغار ليضحكونا ، فنضحك لها ونغيب في الضحك حتى يخشى علينا أهلونا الأختناق ،فما فجأنا إلا أن نرى تلك الأحكام عقيدة يدين بها ( الفقيه ) ( الإمام) ، ويختم بها تصوره للدين والحياة ، ونظرته للأنبياء والأوصياء والأسباط !!.