مؤسسة النبأ العظيم الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مؤسسة النبأ العظيم الثقافية

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْـتُضْـعِـفُـوا فِـي الْأَرْضِ وَنَجـْعَـلَـهُـمْ أَئِـمَّـةً وَنَجْعَلَهُمُ الْـوَارِثِـينَ ونُـمَـكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ


    كان ناصر السعيد أحد الكتاب المعارضين لنظام القمع السعودي،

    admin
    admin
    Admin


    المساهمات : 202
    تاريخ التسجيل : 19/01/2011

    كان ناصر السعيد أحد الكتاب المعارضين لنظام القمع السعودي،  Empty كان ناصر السعيد أحد الكتاب المعارضين لنظام القمع السعودي،

    مُساهمة  admin الأربعاء 2 فبراير 2011 - 23:36

    كان ناصر السعيد أحد الكتاب المعارضين لنظام القمع السعودي، هذا النظام الذي يتخذ من الدين الإسلامي مظلة يتستر بها لقمع مطامح الشعب العربي، في شبة الجزيرة العربية، من أجل التقدم و الحرية. و قد اشتهر ناصر السعيد بكتابه –تاريخ آل سعود-: كتاب ممنوع تداوله إلا أنه و على الرغم من المنع الشديد فإن تداول الكتاب و بيعه بشكل سري لا يزال مستمرا. و كان من الحظ التعس لهذا الكاتب أن يقع فريسة بيد عصابة اختطاف فاختطفته هذه العصابة و سلمته إلى الأجهزة القمعية السعودية مقابل "فدية" مالية كبيرة.. و في سجون السعودية اخفي هذا الكاتب الجريء.
    إن الحكم السعودي هو المنبع الأول و الرئيسي لتصدير الإرهاب الوهابي ففي أراضي شبه الجزيرة ولدت الوهابية و ترعرع الفكر الإجرامي لمحمد عبد الوهاب فوق رمالها و بدعم مباشر و قوي مستمر من هذا الحكم ألظلامي لا يزال الإرهابيون يخرجون إلى كافة أنحاء العالم ليشيعوا فيه إجرامهم و ينشرون همجيتهم.
    و لم يقف الإرهابيون عند اغتيال الناس في أماكن تجمعهم و في محلات عبادتهم، بل استمروا ليطيل فعلهم الهمجي الآثار التاريخية و الحضارية لبلدان متعددة، فتفجيرهم لتمثال بوذا في أفغانستان لم يكن فعلهم الشنيع الأول ضد الحضارة و التاريخ بل هو استمرار لسوابق همجية على أراضي شبه الجزيرة العربية ولم و لن تقف أفعالهم الهمجية بتفجيرهم الأخير لمرقدي الامامين علي الهادي و الحسن العسكري (ع) في سامراء العراقية. إنهم يريدون أن يمحوا الذاكرة التاريخية للشعوب.
    لقد نالت أيادي الوهابيين الهمج آثارا أسلامية كبيرة و عظيمة، فيذكر ناصر السعيد في كتابه المذكور أنهم قاموا بـ:
    1) تهديم البيت الذي ولد فيه النبي محمد (ص) بشِعب الهوا شم بمكة.
    2) تهديم بيت خديجة بنت خويلد زوجة النبي الأولى و أول امرأة آمنت بالدين الإسلامي
    3) تهديم بيت أبي بكر الخليفة الأول الذي يقع في محلة المسلفة بمكة.
    4) تهديم بيت حمزة بن عبد المطلب عم النبي و أول شهيد في الإسلام، و هذا البيت يقع أيضا في محلة المسفلة في مكة.
    5) تهديم بيت الأرقم أول بيت تكونت فيه الخلايا الثورية الإسلامية، و فيه كان الرسول يجتمع سرا مع أصحابه، و في هذا البيت تمت أول مقابلة، بعد عداء شرس، بين النبي و عمر بن الخطاب... كما تمت في هذا البيت أول مقابلة للنبي مع أبي ذر الغفاري، خامس واحد في الإسلام. و يقع هذا البيت بجوار الصفا بمكة، و في مكان البيت شُيِّد قصرا أُعطي لتاجر الفتاوى الظلامية، عبد الملك بن إبراهيم.
    6) تهديم قبور الشهداء الواقعة في المعلى بأعلى مكة و بعثرة رفاتهم.
    7) تهديم قبور الشهداء في بدر و كذلك تهديم مكان العريش التاريخي الذي نصب للنبي محمد و هو يشرف و يقود المعركة ضد أغنياء قريش.
    Cool تهديم البيت الذي ولد فيه علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين (ع)
    9) سرقة الذهب الموجود في القبة الخضراء.
    10) تدمير بقيع الغردق في المدينة المنورة حيث يرقد المهاجرون و الأنصار من صحابة النبي و بعثرة رفاتهم.
    11) محاولة تدمير القبة التي تظلل و تضم جثمان صاحب الرسالة الإسلامية، النبي محمد، و نبش ضريحه. لكن الوهابيون توقفوا حينما وقف الشعب و بعض رجال الدين الصالحين من الشعب العربي و من كافة البلاد الإسلامية، فحدثت ضجة كبرى ضدهم فارتدوا على أعقابهم خاسئين.

    و قد أشار الدكتور علي الوردي في ملحق الجزء السادس من كتابه –لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث- إلى الهمجية التي قام بها الوهابيون في تهديم قبور البقيع فكتب عن البقيع بأنه كان مقبرة المدينة في عهد النبي (ص) و ما بعده، و لهذا دفن فيه العباس عمه، و الخليفة عثمان، و زوجات النبي، و الكثير من الصحابة و التابعين، كما دُفن فيه أربعة من أئمة أهل البيت، وهم : الحسن بن علي، و زين العابدين علي بن الحسين، و محمد بن علي الباقر، و جعفر بن محمد الصادق،(ع). و قد صنع الشيعة لقبور هؤلاء الأربعة ضريحا باهرا يشبه الأضرحة المعروفة في العراق و ايران.
    لقد ظلت هذه القبور سليمة في عهد ابن سعود لأكثر من أربعة أشهر دون أن يمسها أحد بسوء، إلا أن تذمر الإخوان الوهابيين و انتقادهم لابن سعود جعله، في أواسط نيسان 1926، يرسل إلى المدينة الشيخ عبد الله بلهيد، كبير رجال الدين في نجد، للعمل على تهديم القبور. فأصدر هذا الشيخ فتواه بتهديمها، فشرع الجنود الوهابيون بنهب جميع ما تحتويه المراقد قبل أن يبدأوا بالهدم ليأكدوا للعالم أنهم ما زالوا على طباعهم البدوية الهمجية: سرقة و قتل و هدم، و أنه لا فن و لا حضارة و لا ذوق لهم.

    و إذا كان الأمويون، في عهد يزيد بن معاوية، قد أحرقوا مكة المكرمة و كعبتها و هدموا و استباحوا المدينة المنورة فإن العباسيين قد ساروا على سيرتهم، فقد سبق المتوكل الإرهابيين الوهابيين بمحاولة إزالة المعالم الشيعية في العراق، فهدم قبور الشيعة المقدسة في كربلاء، و غطاها بالمياه ليمحي بها معالمها، و كان "وهابيو" ذلك الزمان يفتخرون بعمله فأطلقوا على هذا الخليفة العباسي لقب محيي الدين و الشريعة و مبطل البدعة، و لم يفتخروا بعمله الهمجي فقط بل أنهم كانوا يفتخرون بشبقه و بأنه كان لديه أربع آلاف جارية وطئهن جميعهن، و على سيرة أسلافهم الهمج يسير همج اليوم.

    إن وجود الوهابيين من أمثالهم هو عقبة خطيرة أمام تطور المجتمعات الإسلامية و مرض قاتل يريدون به عودة هذه المجتمعات إلى أحضان قرون الظلام، و لهذا فان أية محاولة لاعتبار هؤلاء بأنهم من الناس ما هي إلا وقوع في شراك همجيتهم، و تقديم التبرير للعالم كله بأن الإسلام هو دين الهمجية و العداء للتاريخ و أن العرب ما هم إلا حملة أحقاد ضغينة ضد كل معلم حضاري أو تاريخي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 9 مايو 2024 - 12:11