مؤسسة النبأ العظيم الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مؤسسة النبأ العظيم الثقافية

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْـتُضْـعِـفُـوا فِـي الْأَرْضِ وَنَجـْعَـلَـهُـمْ أَئِـمَّـةً وَنَجْعَلَهُمُ الْـوَارِثِـينَ ونُـمَـكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ


    ما أوردته مجلة المرشد البغدادية في عددها الثامن

    admin
    admin
    Admin


    المساهمات : 202
    تاريخ التسجيل : 19/01/2011

    ما أوردته مجلة المرشد البغدادية في عددها الثامن  Empty ما أوردته مجلة المرشد البغدادية في عددها الثامن

    مُساهمة  admin الأربعاء 2 فبراير 2011 - 23:21

    اللهم صل على محمد وآل محمد




    ما أوردته مجلة المرشد البغدادية في عددها الثامن / المجلد الثاني / الصادر في ربيع الأول عام (1346 هـ ـ أيلول 1927م) وهذا نصه:

    قبيلة من اليهود في بلاد العرب


    ورد في برقية للصحافة المتحدة الاميركية:

    أن وجود قبيلة عربيّة يهوديّة في قلب صحراء بلاد العرب قد روي في حديث لنسيم تاجر سكرتير وكيل السلطان ابن السعود في دمشق وابن رئيس حاخامي دمشق مع مراسل الصحافة المتحدة.

    ويقول هذا السكرتير:

    إن هذه القبيلة اليهودية العربية تدعى قبيلة «خيبر» وإنّها تحفظ السبت، وتصوم عيد الفصح الكبير، وعندها نسخة قديمة من اسفار موسى، وهي تعد نحو ثلاثين ألف مقاتل تحت سيطرة ابن السعود الذي اتخذ عدداً منهم أعواناً له، وأن وزير ماليته واحد منهم واسمه مردخاي.




    شواهد على يهوديّة آل سعود


    قال الاستاذ ناصر السعيد:

    [وفي الستّينات سلّطت الأضواء ـ من إذاعة صوت العرب، وإذاعة الثورة اليمانية في صنعاء على: «يهودية آل سعود» فحاول الملك فيصل إثباتها بنوع من التحدّي والتفاخر، لكنه حافظ على خط الرجوع إلى «إسلامه) المزيّف حينما قال:
    إن قرابة آل سعود لليهود هي قرابة «سامية»!.. وذلك من خلال تصريحاته لصحيفة «واشنطن بوست» في (17) سبتمبر (1969م) التصريحات التي تناقلتها عدد من الصحف العربية ومنها «الحياة» البيروتية بقوله:
    «إنّنا واليهود أبناء عم خلّص، ولن نرضى بقذفهم في البحر كما يقول البعض، بل نريد التعايش معهم بسلام»!.. واستدرك يقول:
    «إنّنا واليهود ننتمي إلى «سام» وتجمعنا السامية كما تعلمون، إضافة إلى روابط قرابة الوطن، فبلادنا منبع اليهود الأول الذي منه انتشر اليهود الى كافة أصقاع العالم».
    هكذا قال الملك فيصل بن عبدالعزيز، وقد نشر هذا الاعتراف في الصحف المذكورة ومثيلاتها.. لكن أحداً لم يعره كبير اهتمام، لأنه نشر في فترة تهادنت فيها الأنظمة العربية، وتعاونت أجهزة إعلامها في عناق ووفاق!!] (1).
    التاريخ السعودي الوهابي اليهودي




    في عام (851هـ) ذهب ركب من عشيرة المساليخ من قبيلة (عنزة) لجلب الحبوب من العراق الى نجد، وكان يرأس هذا الركب شخص اسمه: سحمي بن هذلول، فمرّ ركب المساليخ بالبصرة، وفي البصرة ذهب أفراد الكرب لشراء حاجاتهم من تاجر حبوب يهودي اسمه «مردخاي بن ابراهيم بن موشي»…
    وأثناء مفاوضات البيع والشراء سألهم اليهودي تاجر الحبوب:
    من أين انتم؟ فأبلغوه أنهم من قبيلة (عنزة.. فخذ المساليخ) وما كاد يسمع بهذا الاسم حتى أخذ يعانق كل واحد منهم ويضمّه إلى صدره قائلاً: إنه هو أيضاً من المساليخ لكنّه جاء للعراق منذ مدّة، واستقر به المطاف في البصرة لأسباب خصام وقعت بين والده، وأفراد قبيلة عنزة..
    وما أن خلص من سرد أكذوبته هذه حتى أمر خدمه بتحميل جميع
    ____________


    (1) تاريخ آل سعود ص (322) الطبعة الثالثة.

    إبل افراد العشيرة بالقمح، والتمر، والتمن «أي الرز العراقي» فطارت عقول المساليخ «لهذا الكرم» وسرّوا سروراً عظيماً لوجود (ابن عم لهم) في العراق، بلاد الخير، والقمح، والتمر، والتمن!..

    وقد صدّق المساليخ قول اليهودي أنه (ابن عم لهم) خاصة وأنه تاجر حبوب القمح والتمر، والتمن!.. وما أحوج البدو الجياع الى ابن عم في العراق لديه ـ تمر، وقمح، وتمن ـ حتى ولو كان من بني صهيون.. ثم وما لم وأصله! (فالأصل ما قد حصل!) وما حصل هو التمر، والقمح، والتمن… وما أن عزم ركب المساليخ للرحيل حتى طلب منهم اليهودي مردخاي (ابن العم المزعوم) أن يرافقهم إلى بلاده المزعومة (نجد) فرحب به الركب أحسن ترحيب..


    وهكذا وصل اليهودي ـ مردخاي ـ الى نجد، ومعه ركب المساليخ… حيث عمل لنفسه الكثير من الدعاية عن طريقهم على أساس أنّه ابن عم لهم، أو أنّهم قد تظاهروا بذلك من أجل الارتزاق كما يتظاهر الآن بعض المرتزقة خلف الأمراء..
    وفي نجد جمع اليهودي بعض الأنصار الجدد إلاّ أنه من ناحية أخرى وجد مضايقة من عدد كبير من أبناء نجد، يقود حملة المضايقة تلك الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي من مشايخ الدين في القصيم، وكان ينتقل بين الأقطار النجدية، والحجاز، واليمن مما اضطر اليهودي ـ مردخاي ـ الى مغادرة القصيم، والعارض الى الأحساء، وهناك حرّف اسمه قليلاً ـ مردخاي ـ ليصبح (مرخان) ابن ابراهيم بن موسى.. ثم انتقل الى مكان قرب القطيف اسمه الآن (أم الساهك) فاطلق عليه اسم (الدرعية) وكان قصد ـ مردخاي ـ ابن ابراهيم بن موشي اليهودي ـ من تمسية هذه الأرض العربية باسم الدرعية التفاخر بمناسبة هزيمة النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم واستيلاء على درع اشتراه اليهود بني (1) القينقاع ـ من أحد أعداء العرب الذين حاربوا الرسول العربي محمد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلم في معركة ـ أحد ـ وانهزم فيها جيش محمد صلّى الله عليه وآله وسلم بسبب خيانة ذوي النفوس الرديئة الذين فضّلوا الغنائم على انتصار الحق، وخانوا واجبهم، بينما هرعوا لاقتسام الأسلاب تاركين مركز الاستطلاع الذي وضعهم فيه محمد صلّى الله عليه وآله وسلم فاستغل ذلك خالد بن الوليد وكان لازال مع طغاة قريش ضد محمد صلّى الله عليه وآله وسلم فأعاد خالد بن الوليد الكرة ضدّ النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وجنده دون إعطائهم المجال للتمتع بنصرهم، فكانت تلك الهزيمة التاريخية الشنعاء…


    بعد هذه المعركة ـ معركة أحد ـ أخذ أحد أعداء النبي العربي (درع) أحد شهداء المعركة…
    وباعه لبني القينقاع ـ يهود المدينة ـ زاعماً أنه درع النبي العربي محمد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلم…، وبمناسبة استيلاء بني القينقاع على الدرع القديم تمسّك جدّ آل سعود اليهود ـ مردخاي بن ابراهيم بن موشي وفي ذلك ما يعبّره (2) اليهود نصراً لهم ـ لكونهم اشتروا الدرع ـ المزعوم ـ لمحمد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلم بعد هزيمته في معركة ـ أحد ـ التي كان اليهود وراءها…

    وهكذا جاء اليهودي ـ مردخاي ابراهيم موشي ـ الى (أمّ الساهك) بالقرب من القطيف ليبني له عاصمة يطل خلالها على الخليج العربي، وتكون بداية لإنشاء «مملكة بني إسرائيل» من الفرات الى النيل…


    وفي (أمّ الساهك) أقام لنفسه مدينة باسم (الدرعيّة) نسبة الى الدرع المزعوم. تيّمناً بهزيمة النبي العربي.. وبعد ذلك، عمل مردخاي

    على الاتصال بالبادية لتدعيم مركزه.. الى حد أنه نصب نفسه عليهم ملكاً… لكن قبيلة العجمان متعاونة مع بني هاجر، وبني خالد أدركت بوادر الجريمة اليهودية، فدكت هذه القرية من أساسها، ونهبتها بعد أن اكتشفت شخصية هذا اليهودي (مردخاي بن ابراهيم بن موشي) الذي اراد أن يحكم العرب لا كحاكم عادي، بل كملك أيضاً…

    وحاول العجمان قتل اليهودي مردخاي، لكنّه نجا من عقابهم هارباً مع عدد من أتباعه باتجاه نجد مرّة ثانية حتى وصل الى أرض اسمها (المليبيد ـ وغصيبة) قرب العارض ـ المسمّاة بالرياض الآن ـ فطلب الجيرة من صاحب الأرض فآواه، وأجاره كما هي عادة كل انسان شهم… لكن اليهودي مردخاي ابراهيم ابن موشي لم ينتظر أكثر من شهر حتى قتل صاحب الأرض وعائلته غدراً، ثم أطلق على أرض المليبيد وغصيبة اسم (الدرعية) مرة أخرى!…

    وقد كتب بعض نقلة التاريخ ـ نقلاً عن كتاب مأجورين أو مغفّلين ـ زاعمين أن اسم الدرعية يشتق من اسم علي بن درع صاحب أرض ـ حجر والجزعة ـ قائلين: إنه من عشيرة مردخاي، وان ابن درع قد أعطاه الأرض فسمّيت باسم الدرعية فيما بعد… لكن لاصحة لكل ما كتبوا إطلاقاً… فصاحب الأرض الذي أجار اليهودي: مردخاي ابراهيم بن موشي، وغدر به اليهودي وقتله اسمه (عبدالله بن حجر)…

    وبعد ذلك عاد مردخاي جدّ هذه العائلة السعودية ففتح له مضافة في هذه الأرض المغتصبة المسماة بـ «الدرعية»، واعتنق الاسلام (تضليلاً» و «اسماً» لغاية في نفس اليهودي مردخاي، وكوّن طبقة من تجار الدين أخذوا ينشرون حوله الدعايات الكاذبة، وكتبوا عنه زاعمين أنه (من العرب العربي)، كما كتبوا زاعمين «أنه قد هرب مع والده إلى العراق خوفاً من قبيلة عنزة عندما قتل والده أحد أفرادها فهدّدوه بالانتقام منه ومن ابنه، فغير اسمه واسم ابنه وهرب مع عائلته إلى العراق»، والحقيقة أنه لا صحة لهذا، بل إن هذه الأقوال نفسها تثبت كذبهم…
    1. وقد ساعد على تغطية تصرّفات هذا اليهودي غياب الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي الذي كان من أشد الذين لاحقوا هذا اليهودي، وقد اغتاله مردخاي ـ أثناء ركوعه في صلاة العصر بالمسجد في بلدة الزلفي… ـ ومن بعدها عاش مردخاي مدة في «المليبيد وغصيبة» الذي اطلق عليها اسم ـ الدرعية ـ فيما بعد نسبة الى اسم الدرع المزعوم للرسول كما قلنا.

    فعمّر الدرعية وأخذ يتزوج بكثرة من النساء والجواري، وأنجب عدداً من الأولاد فأخذ يسمّيهم بالأسماء العربية المحلية، ولم يقف مردخاي وذرّيته عند هذا، بل ساروا للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد العربية بالغدر والاغتيالات، والقتال حيناً، وبالإغراءات، وبذل الأموال، وشراء المزارع، والأراضي، والأرقاء، والضمائر وتقديم النساء ـ الجواري ـ والأموال لأصحاب الجاه والنفوذ، ولكل من يكتب عن تاريخهم، ويزيّف التاريخ بقدر الإمكان «ليجعلهم من ذرية النبي العربي» ويجعلهم من نسل «عدنان» حيناً، ومن نسل «قحطان» حيناً آخر.
    هكذا كتب الكتّاب عنهم، وتنافسوا في تزوير تاريخهم.

    ونسب بعض المؤرخين الأجراء تاريخ جد هذه العائلة السعودية ـ مردخاي ابراهيم موشي اليهودي ـ إلى «ربيعة» و قبيلة «عنزة» وعشيرة المساليخ، حتى أن الآفّاق.. «مدير مكتبات المملكة السعودية» المدعو محمد أمين التميمي، قد وضع شجرة لآل سعود، وآل عبدالوهاب ـ آل الشيخ ـ أدمجهم: معاً في شجرة واحدة زاعماً أنهم من أصل النبي العربي (محمد صلى الله عليه وسلم) بعد أن قبض هذا المؤرخ اللئيم مبلغ (35) ألف جنيه مصري عام (1362هـ ـ 1943م) من السفير السعودي في القاهرة عبدالله ابراهيم الفضل، والمعروف أن هذا المؤرخ الزائف محمد التميمي هو الذي وضع شجرة الملك فاروق ـ البولوني ـ الذي طردته ثورة (23) يوليو (1952م) من مصر العربيّة زاعماً هو الآخر بأنه من ذرية النبي العربي، وأن أصله النبوي جاء من ناحية أمه…


    وكما قلت مراراً: ان الاصل لايهم في شيءٍ على الاطلاق بقدر ما يهم تزييف الأصل… خاصة إذا كان القصد من ذلك تبرير استعباد شعوب بكاملها لأسرة فاسدة دخيلة…

    وفي آخر صفحات الكتاب سيجد القارىء صورة لشجرة العائلة السعودية الوهّابية المشتركة وفيها يسلّط الضوء على الأصول اليهودية لآل سعود.
    … نعود الآن من حيث بدأنا الحديث عن اليهودي الأول مردخاي ابراهيم بن موشي الى الايضاح التالي:
    لقد أخذ يتزوج من بنات العرب بكثرة، وينجب بكثرة، ويسمّي بالأسماء العربيّة كلها كما هي حالة ذريته الآن… ومن أولاده «الناجحين» ابنه الذي جاء معه من البصرة واسمه ـ ماك رن ـ الذي عرّب اسمه بعض الشيء فحوّره الى (مقرن) نسبة إلى ـ اقتران ـ نسب مردخاي بنسب عشيرة المساليخ من عنزة…


    وأنجب هذا (المقرن) ولداً أسماه (محمد ثم سعود)… وهو الاسم الذي عرفت به عائلة ـ آل سعود ـ متناسية أسماء آبائها الأوائل الذين أهملت التسمّي بهم خشية تذكير الكثير من الناس بأصلها اليهودي. فاسم سعود هو اسم ـ محلي ـ شائع في نجد قبل وجود آل سعود… ثم بعد ذلك أنجب سعود ـ الذي عرفت به هذه العائلة ـ عدداً من الأبناء:
    منهم:

    مشاري، وثنيان ثم (محمد)…
    ومن هنا يبدأ الفصل الثاني من تاريخ العائلة ـ اليهودية ـ التي أصبح اسمها آل سعود…

    بقي محمد بن سعود في قرية «الدرعية» المغتصبة، وهي قرية لا تتجاوز الثلاثة كيلومترات مربعة، فاطلق على نفسه لقب (الامام محمد بن سعود) وهنا التقى «الامام» بإمام آخر اسمه محمد بن عبدالوهاب الذي عرف بالدعوة «الوهابية»…
    شركة الإمامين!


    ولذلك لابدّ لنا من التعريف بـ «محمد بن عبدالوهاب» الذي التصق وما زال اسمه واسم عائلته ودعوته الفاسدة باسم العائلة (المردخائية) العائلة السعودية فيما بعد…
    يؤكد بعض الشيوخ النجديّين، وكذلك المصادر التي سيجدها القاريء: أن محمد بن عبدالوهاب هو الآخر ينحدر من اُسرة يهودية كانت من يهود الدونمة في تركيا التي أندسّت في الاسلام بقصد الإساءة إليه، والهروب من ملاحقة وبطش بعض السلاطين العثمانيين…
    ومن المؤكد أن «شولمان» أو سليمان جد ما سمي ـ فيما بعد ـ باسم محمد بن عبدالوهاب مثلما سمّي جون فيلبي باسم محمد بن عبدالله فيلبي، ومن ثم أصبح اسمه: الحاج الشيخ عبدالله فيلبي. خرج ـ شولمان ـ أو سليمان ـ من بلدة اسمها (بورصة) في تركيا، وكان اسمه شولمان قرقوزي، وقرقوزي بالتركي معناها: البطيخ..
    فقد كان هذا تاجراً معروفاً للبطيخ في بلدة ـ بورصة ـ التركية، إلاّ أنّ مهنة البطيخ، والمتاجرة به لم تناسبه فرأى أن يتاجر بالدين ففي الدين تجارة أربح لأمثاله من تجارة البطيخ ـ لدى الحكام الطغاة ـ لان تجارة الدين ليست بحاجة الى رأسمال سوى:

    عمامة جليلة، ولحية طويلة، وشوارب حليقة، وعصا ثقيلة، وفتاوى باطلة هزيلة…

    وهكذا خرج شولمان بطيخ ومعه زوجته من بلدته بورصة في تركيا إلى الشام، فأصبح اسمه سليمان، واستقر في ضاحية من ضواحي دمشق هي (دوما).

    استقر بها يتاجر بالدين لا بالبطيخ هذه المرّة.. لكن أهالي سوريا كشفوا قصده الباطل، ورفضوا تجارته، فربطوا قدميه، وضربوه ضرباً أليماً.

    وبعد عشرة أيام فلت من رباطه وهرب الى مصر، وما هي إلاّ مدة وجيزة حتى طرده أهالي مصر.. فسار الى الحجاز واستقر في مكة، وأخذ يشعوذ فيها باسم الدين، لكن أهالي مكة طردوه أيضاً، فراح الى المدينة «المنوّرة» لكنهم أيضاً طردوه…

    كل ذلك في مدة لا تتجاوز الأربع سنوات، فغادر الى نجد واستقرّ في بلدة اسمها (العينيّة)، وهناك وجد مجالاً خصبا للشعوذة، فاستقرّ به الأمر وادّعى (أنه من سلالة «ربيعة»، وأنه سافر به والده صغيراً إلى المغرب العربي…).

    وفي بلدة «العينية» أنجب ابنه الذي سماه: «عبدالوهاب بن سليمان» وأنجب ـ عبدالوهاب هذا ـ عدداً من الأولاد، أحدهم كان ما عرف باسم «محمد» أي محمد بن عبدالوهاب!..

    وهكذا سار محمد بن عبدالوهاب على نهج جده سليمان قرقوزي في الدجل والشعوذة.. فطورد من نجد وسافر الى العراق…

    وطورد من العراق، وسافر الى مصر، وطورد من مصر، وسافر الى الشام، وطورد من الشام وعاد الى حيث بدأ…

    عاد الى «العينية»… إلاّ أنه اصطدم بحاكم العينية عثمان بن معمر ـ آنذاك ـ فوضعه عثمان تحت الرقابة المشدّدة، لكنه أفلت وسافر الى «الدرعيّة»، وهناك التقى (بحاكم الثلاثة كيلومترات) اليهودي «محمد بن سعود» ـ الذي أصبح أميراً إماماً ـ فوق الحذاء القدم، وتعاقد الإثنان على المتاجرة بالدين…

    وكان الاتفاق كالآتي:


    1 ـ الطرف الأول: محمد بن سعود: أن يكون لأمير المؤمنين «محمد بن سعود» وذريته من بعده السلطة الزمنية ـ أي الحكم.

    2 ـ الطرف الثاني: محمد بن عبدالوهاب: أن يكون «للإمام» محمد بن عبدالوهاب ـ وذريته من بعده السلطة الدينية ـ أي الإفتاء بتكفير وقتل كل من لا يسير للقتال معنا، ولا يدفع ما لديه من مال، وقتل كافة الرافضين لدعوتنا والاستيلاء على أموالهم..

    وهكذا تمت الصفقة… وبدأت المشاركة.. وسمّي الطرف الأول محمد بن آل مردخاي باسم (إمام المسلمين) وسمي الطرف الثاني: باسم (إمام الدعوة)…

    وكانت تلك هي البداية الثانية والعينية في تاريخنا… حينما اتفق الطرف الاول محمد بن سعود اليهودي مع الطرف الثاني: محمد بن عبدالوهاب قرقوزي.

    وسارت شركتهما على هذا النحو الفاسد.
    وكانت بداية أعمالهما الاجرامية تلك ارسال شخص مرتزق الى حاكم «الرياض» قرية العارض آنذاك (دهام بن دوّاس) لاغتياله. فاغتاله. وبذلك استولوا على العارض. ثم أرسلوا بعض المرتزقة ومنهم: حمد بن راشد، وابراهيم بن زيد الى (عثمان بن معمّر) حاكم بلدة العينية فاغتالوه أثناء أدائه لصلاة الجمعة…

    وقد جاء في الصفحة (97) من كتاب أصدره آل سعود، وآل الشيخ بعنوان (تاريخ نجد) نقله عن رسائل محمد بن عبدالوهاب الشيخ حسين بن غنام، وأشرف على طباعته عبدالعزيز بن مفتي الديار السعودية، ابن محمد بن ابراهيم آل الشيخ. وهو من سلالة الشيخ عبدالوهاب.

    يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
    (ان عثمان بن معمّر مشرك كافر.
    فلما تحقق أهل الاسلام من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب (1163هـ).

    وفي اليوم الثالث لمقتله جاء محمد بن عبدالوهاب إلى العينية فعيّن عليهم مشاري بن معمر وهو من أتباع محمد بن عبدالوهاب).
    هكذا قال آل سعود، وآل الشيخ في كتابهم… نقلاً عن رسالة كتبها الشيخ محمد بن عبدالوهاب…
    ولست أعرف كيف يكون حاكم العينية مشركاً كافراً وهو مقتول في مصلاه بالمسجد ويوم الجمعة!!… كذا…
    ألم تر أن عثمان آل معمر اغتاله محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود لأنه كان يعبد ربّاً خلاف ربّ اليهود.
    الرب: الأفّاك، السفاك محمد بن عبدالوهاب وشريكه محمد بن سعود اليهودي؟..
    وفي الصحفات: (98، 99، 100، 101) من نفس الكتاب (1).
    يوضح محمد بن عبدالوهاب أن جميع أهل نجد دون استنثاء:

    ____________
    (1) أي تاريخ نجد.

    (كفرة، تباح دماؤهم، ونساؤهم، وممتلكاتهم، والمسلم هو من آمن بالسنّة التي يسير عليها محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود).

    لكن أهالي العينيّة لم يصبروا على ظلم محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود، فثاروا عليهما ثورة رجل واحد، إلاّ أن الظلم السعودي قد انتصر على الحق فدمّر بلدتهم ـ العينية ـ تدميراً شاملاً عن آخرها…

    هدموا الجدران، وردموا الآبار، وأحرقوا الأشجار، واعتدوا على أعراض النساء، وبقروا بطون الحوامل منهن، وقطعوا أيدي الأطفال، وأحرقوهم بالنّار، وسرقوا المواشي، وكل ما في البيوت، وقتلوا كل الرجال…

    كانت مساحة بلدة العينية التي تبلغ (40 كيلو متراً) غاصة بالسكان، متراصّة المساكن، إلى حد أن النساء كنّ في أيام الأفراح، والأعياد، والمناسبات الشعبيّة يتبادلن التهاني، والأحاديث، والأخبار من طريق البيوت، والنوافذ، وما تلبث هذه التهاني، والمعلومات، والأخبار أن تعمّ كافة أنحاء البلدة بسرعة لا تتجاوز الساعة نظراً لاحتشادها بالسكان. ولكن المرتزقة من جند شركة (م.م) محمد بن سعود اليهودي، ومحمد بن عبدالوهاب قرقوزي الذي أكد الكثير يهوديّته، قد جعلوا من بلدة العينية قاعاً صفصفاً، خراباً، تراباً، وكانوا يريدون بجرمهم الصهيوني هذا إيقاع الرعب في نفوس سكان بقية البلدان الأخرى، ليسهل استيلاؤهم عليها.
    وهكذا صارت العينية، ولازالت خراباً منذ عام (1163هـ) حتى يومنا هذا…
    وهكذا: فعلوا بكل سكان الجزيرة العربية…
    وليس هذا الجرم الصهيوني السعودي هو المضحك المبكي فقط، وإنّما المضحك المبكي أيضاً هو أن محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود قد كتبا كذباً لا تصدّقه حتى عقول الأطفال ولا زال في كتبهما الصفراء، وأسطورتهما الكاذبة لازالت يعرفها أبناء شعبنا في نجد، وتدرّس أيضاً في المدارس تبريراً من آل سعود، وآل الشيخ لإفناء بلدة العينية بكاملها حينما قال محمد بن عبدالوهاب:
    (إن الله سبحانه وتعالى قد صبّ غضبه على العينيّة وأهلها، وأفناهم تطهيراً لذنوبهم، وغضباً على ما قاله حاكم العينية: عثمان بن معمر.
    فقد قيل لحاكم العينية بأن الجراد آتٍ إلى بلادنا ونحن نخشى أن يأكل الجراد زراعتنا، فأجاب حاكم العينية قائلاً ساخراً من الجراد:
    سنخرج على الجراد دجاجنا فتأكله، وبهذا غضب الله سبحانه لسخرية الحاكم بالجراد آية من آيات الله لا يجوز السخرية منها…
    ولهذا أرسل الله الجراد على بلدة العينية فأهلكها عن آخرها!).
    هكذا زعم آل سعود، وتجّار دينهم في كتبهم الصفراء القذرة:
    أن الجراد هو الذي أكل العينية. مستهترين بعقول القراء، والشهود والمستمعين…
    كيف يأكل الجراد الجدران والرجال؟! ويأخذ ما تبقّى رقيقاً! ويهدم الآبار، ويعتدي (الجراد» على النساء، ويبقر بطون الحوامل منهن!، ويأخذ البقية ليفسق بهن؟!!! أهذه الجرائم تفعلها حشرة الجراد؟!
    الجراد التي تتمنّى الغالبية العظمى من شعبنا أن تراه وتنتظر مواسمه بفارغ الصبر لتعيش منه، وتختزن منه ما أمكن لتقتات طيلة العام بهذا المخزون لعدم وجود ما تقتات به.. أللّهم إلاّ الأعشاب.. ثم يصبح الجراد بعد ذلك «آية يرسلها الله) غضباً. من ابن معمر!… يا لهم من طغاة حكموا شعبنا بالخرافات.. ودعوة للكفر بالله وآياته وبتلك المخلوقات البشرية الراضخة لحكم الحيوانات الناطقة (1)..
    نسب آل سعود

    لم يكن نسب السعوديّين اليهودي مجهولاً في نجد، بل كان الكثيرون يعرفونه، ويعرفون كيف تظاهر السعوديون بالعروبة والاسلام ستراً لأغراضهم ومطامعهم.
    وممّن أشار الى هذا النّسب، الشاعر النجدي الشهير (حميد الشويعر) الذي كان يجيد نظم الأشعار الشعبيّة المعبّرة عن أحاسيس مواطنيه.
    ولما تخالف محمد بن سعود مع محمد بن عبدالوهاب، واستحلاّ دماء العرب والمسلمين، لم يستطع هذا الشاعر السكون على المحنة التي حكّمت سلالة اليهود برقاب النجديّين وغير النجديّين، من حملة الاسلام، وحفدة العروبة..
    ____________

    (1) أنظر: «تاريخ آل سعود» (1/446 ـ 449).



    وكان هذا الشاعر يقيم ببلدة في أواسط نجد تسمّى «اوشيقر» تقع قريباً من جبل يدعى «عوصاء» كان يتردّد عليه «حميدان»، فقيل له يوماً:
    لا تذهب الى هذا الجبل لأن ذئاباً تجوبه فتفترس الناس. فضحك الشاعر قائلاً: مسكينة هي الذئاب، إنها مظلومة منذ عهد يوسف بن يعقوب ثم أنشد:


    ما أخشى ذيبا عوصا * أخشى عوداً في الدرعية (1)
    قولا (2) حق وفعلا (3) باطل * وسلاحا (4)كتب مطوية
    خلّى هذا يذبح هذا * وهوا (5) جالس في الزولية (6)
    دم يهودا (7) في عروقاً (Cool * من اصول عبرانية
    دعوتهم للدين الكاذب * ما هي دعوة محمدية


    لماذا يكفّر السعوديون المسلمين، ويستحلّون دماءهم وأعراضهم وأموالهم؟


    ____________


    (1) عود: أي شيخ، والدرعية هي البلدة التي اتخذها ابن سعود وابن عبدالوهاب قاعدة لهما.
    (2) قوله.
    (3) فعله.
    (4) سلاحه.
    (5) هو.
    (6) السجادة.
    (7) اليهود.
    (Cool عروقه. نقلنا هذا النص: الأصل والهامش من تجديد كشف الارتياب ص (284 ـ 385).


    ولماذا (لا) يحارب السعوديون إلاّ العرب، ولم يخرجوا إلاّ ديارهم، ولم ينتهكوا إلاّ حرماتهم؟.

    لماذا وقف السعوديون هذا الموقف المخزي من كارثة فلسطين فكانوا حرباً على أهلها؟.

    لماذا أبى ملكهم عبدالعزيز بن سعود أن يهدّد بقطع النفط يوم كان هذا التهديد حاسماً في منع تقسيم فلسطين؟

    ولماذا رفض أن يساهم بدينار واحد في إنقاذ الأرض المقدسة؟

    ولماذا رفض أن يبعث جيشاً سعودياً مع جيوش العرب الداخلة إلى فلسطين؟ (1).

    ولماذا كان هذا الجند السعودي جاهزاً أبداً للهجوم عى أيدي بلد عربي يقف هذا البلد موقفاً حازماً مع الاستعمار؟..
    كان المخلصون في كل مكان يحارون في الإجابة على هذه الأسئلة، وكانوا يندهشون لهذا التصرف السعودي اللئيم ولا يجدون له تفسيراً إلاّ أن طبيعةً من الشر قد سيطرت على هذه السلالة فجعلتها سفّاكة للدماء، خائنة للعرب والمسلمين!..
    ولكن لماذا كانت طبيعة الشرِّ هذه لا توجه السعوديّين إلاّ لقتل العرب والمسلمين؟..
    لماذا لا توجههم الى المستعمرين، إلى اليهود، إلى وجهة غير وجهة أذى الاسلام والعروبة؟..
    ___________________________
    (1) كان كل ما فعله عبدالعزيز بن سعود أن أرسل الى فلسطين ـ ستراً للمظاهر ـ (700) متطوع حفاة، عراة ببنادق بالية. أما الجنود، وأمّا المدافع، وأمّا المصحفات فقد كانت معدّة لهدم مساجد أهل الأحساء، والقطيف، وتخريب بيوتهم، ولذبح «النخاولة» في مدينة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم وغيرهم ممن ذبحوا في مساجد الشعيبة، وببضانئيل أثناء الصلاة في حائل وغيرها.


    وها نحن اليوم نكشف حقيقة السعوديين ونفسّر ما أعيى تفسيره الأذهان.

    إن السعوديّين ليسوا عرباً، وليسوا مسلمين، ولكنهم تستّروا بالعروبة وبالإسلام تغطيةً لإجرامهم، وستراً لمؤامراتهم، وتمويهاً لخياناتهم.
    وهذه هي القصة بكاملها تنشر وتطبع لأول مرة بعد أن عرفت، وجالت على الأفواه قبل اليوم في نجد، وفي الجزيرة، ولكن لم يكن يجرؤ أحد ممّن عرفوها على التصريح بها وتداولها رهبةً، وخوفاً.
    وها نحن إذ نقدّمها للقارىء الكريم نضع حداً لهذا الزيف في التاريخ، ويا له من زيف!!
    ونترك الكلام الآن لشخصيّة نجديّة نكتفي بأن نرمز إلى اسمها بالشيخ حسين خوفاً من أن تمتد إليها يد البطش السعودي، إذ لا تزال هذه اليد قادرة على الوصول إليها.

    قال الشيخ حسين:

    «أقرأتم التاريخ المزوّر الذي رسمته وكتبته الأقلام المأجورة المستثمرة، وأملته الضمائر الخائنة لقاء أرقام من المال؟! إنّه أرقام بأرقام (1) من الجمل المرصوفة الكاذبة الخائنة، بأرقام من المال تبدأ بالاُلوف، وتنتهي بالملايين.
    ذلكم التأريخ هو: تاريخ آل سعود.
    تاريخ اجتمع على وضعه، وتزويره خونة سعوديّون.
    أين منهم مسيلمة الكذاب، وسجاح من غربييّن، وشرقيّين، ومستشرقين!
    والأنكى من ذلك، والأدهى هو أن هؤلاء الخونة ربطوا تأريخ هذه الجزيرة العربية الحافل بالبطولات والأمجاد، والتي شع منها نور المعرفة، وبزغ من ربوعها فجر الحضارة وأشرق على الأفكار سناها.
    هذه الجزيرة العربيّة التي يرتبط تاريخ الشعوب الاسلامية بتاريخها.
    ربط هؤلاء الخونة المأجورون تاريخها بتاريخ آل سعود.
    التاريخ المزوّر الذي حشد المستعمرون وعملاؤهم من كتاب، ومؤرخين كلّ جهودهم لتزويره، وفرضه تاريخاً على الجزيرة العربيّة، وبالتالي على تاريخ الشعوب الاسلامية، وبالنتيجة يفقد العرب والمسلمون كلّ تاريخهم الذي حفل بأنواع البطولات، والعبقريات.
    ونحن هنا في قلب الجزيرة العربية لا يشرّفنا أن يرتبط تاريخنا بتاريخ الأسرة الخائنة الفاجرة.
    الأسرة التي تسلّلت في الظلام لتسطو على مقدّراتنا ومقدّساتنا، وتستولي على السلطة بالقوّة بدون مبرّر، وتتآمرعلى تاريخنا وذلك بأن تزوّر لها تاريخاً على حساب تاريخنا فتدّعي لنفسها زوراً وافتراءً بأنّها صانعة التاريخ الحديث في الجزيرة العربية.
    ونحن أمس واليوم وفي الحاضر كأننا لا تاريخ لنا يذكر إلاّ على هامش تاريخ آل سعود.
    لذلك نرى لزاما علينا أن نصحّح هذا الخطأ من تاريخنا، ونمحو هذه الوصمة من جبينه الناصع الوضّاء، ونقدّم آل سعود على حقيقتهم، وكيف دخلوا البلاد حاكمين، وما هو دورهم في هذا الحقب التي توالوا عليها منذ تسليمهم هذا العرش المتزعزع الذي توارثوه واحداً عن واحد، ولدينا من الحقائق الواضحة، والأدلة الناصعة، ما تصفع كل مزوّر خائن..


    بل يقذف (1) بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل ممّا تصفون. وعلى اسم الله نمضي في تحقيقنا هذا.


    فمن هم آل سعود؟.. اليك الجواب أيها القارىء:

    في أمسية من أماسي عام (1931) كان ركب السير جون فيلبي الانكليزي الشهير الذي صار الحاكم الفعلي للجزيرة العربية، والموجّه لسياستها، والمدير لأمورها..
    كان ركب فيلبي هذا يدخل مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلك الى الربع الخالي، وكان في الركب رفيق لفيلبي اسمه: محمد التميمي، (والتميمي هو مؤلف شجرة آل سعود)..

    فما أن استراح فيلبي من وعثاء السفر حتى راح يسأل في نجران عن أسرة يهودية، وعن عميدها المسمّى «يوسف بن مقرن الياهو» ليسلّمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبدالعزيز بن سعود، ثم مضى فيلبي يصحبه التميمي وسلّم «فيلبي» يوسف المذكور خمسمائة ريال فضية من العملة المنقوش عليها اسم «ماري تريز» وهي العملة المتداولة في اليمن آنذاك، وأبلغه تحيات الملك، وسأله عن حاجاته ليقضي منها ما يستطيع قضاءه، وليرفع مالا يستطيع قضاءه إلى الملك ليقضيه بنفسه.

    فشكر يوسف اليهودي فضل الملك وعاطفته، ثم قدّم الى فيلبي كتاباً خطّياً بعضه بالعربية، وبعضه بالعبرية إسمه العربي: «نبع نجران المكين في تراث أهله الأوّلين».

    ولم يكن بعض ما في الكتاب مجهولاً لدى كثير من الخاصة في نجد، ولكنّ التفاصيل التي فيه كانت مثيرة حقاً.
    ___________


    (1) الصحيح: (نقذف) كما في سورة الأنبياء / (18) (المصحح).


    وكلّف يوسف اليهودي رسول الملك «فيلبي» أن يهدي بالنيابة عنه هذا الكتاب الى جلالة الملك السعودي تقديراً لعاطفته وصلاته المتكرّرة ليهود نجران بعامة، وليوسف وإخوته بخاصة.
    وقد كان في الكتاب (شيئاً خطيراً) (1) حمل فيلبي أن يذاكر بشأنه زميله الانكليزي الآخر (هـ. ر. ب دكسن) المعتمد البريطاني في الكويت، وأن يقرّرا معاً وجوب طي الكتاب، وعدم إظهاره حرصاً على المصلحة الاستعمارية.
    وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي ـ قوله : لقد أغاضني هذا اليهودي يوسف وهو يحدثنا حديثه المزري عن آل سعود، ومع أنه كان يثني عليهم، ويشيد بطرقهم للوصول إلى الحكم ودعم اليهود لهم، إلاّ أنه كان يذمّ العرب والمسلمين ويقول:
    «أنهم لا يصلحون لتولّي أمور الناس».
    وكان يشير إلى ما كنا نجهل تفاصيله يومذاك، ويكشف لنا اليهودي حقائق مذهلة في الكتاب مفاخراً بها بقوله:
    لقد ظل الذين يعرفونها يتهامسون بها همساً، ويوصلها جيل الى جيل ليأتي اليوم الذي يمكن الجهر بها من غير أن يخشى الجاهر فتكاً، ولا بطشاً، وقد جاء والحمد لله هذا اليوم المنتظر الذي نقول فيه:
    إن السعوديين من أصل يهودي إذ يرجعون بنسبهم الى «بني القينقاع»، ومن أبناء أعمامهم اليودي النجراني يوسف المتقدّم ذكره، والفائز بصلات الملك السعودي ومبرّاته، والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجدّ السادس، وقد تفرّع الجميع من اليهودي سليمان اسلايم الذي كان له ولدان أحدهما اسمه: (مكرن) الذي سمّي
    ____________

    (1) كذا في الأصل، والصحيح: شيء خطير. (المصحح).


    «مقرن» أخيراً وهو واحد من أجداد آل سعود.

    وهذه هي بعض التفاصيل في كتاب: «نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين». ينقلها الشيخ حسين فيقول:
    «قال لي التميمي: إنه شاهد في كتاب: «نبع نجران المكين» أن الاسم الحقيقي لعائلة آل سعود هو: «عائلة مردخاي» وأنّ هذه العائلة اليهوديّة كانت منبوذة، وكانت تتعاطى التجارة، وأنّه ـ أي التميمي ـ تذكّر أنّه رأى ذلك في شجرتها التي طلب منه وضعها من قبل عبدالعزيز، وأنه أحسّ أخيراً أنّه زيّف في هذه الشجرة لتغيب حقيقتهم اليهودية
    ويقول التميمي:
    «لقد وجدت في هذا الكتاب حلقات مفقودة، ووجدت أسباب حيرة أجداد الـ «مردخاي» وصعوبة اندماجهم في القبائل العربية، وأن الأمر لم يكن سهلاً أن تقبل القبائل بتبديل اسم عائلة الـ «مردخاي» وهضم هذا الاسم، فالقبائل تأبى الدخيل، وتلفظه، واستعرضت عائلة آل مردخاي أمامها أسماء العشائر المعروفة فرأوا أن ما من قبيلة تحترم نفسها يمكن أن يذوبوا في غمارها، لذلك اتجه تفكيرهم إلى عشيرة من العشائر النكرة في المنطقة لكي لا ينكشف أمرهم أمام أهل نجد وأمام العشائر المجاورة لها. فوقع اخيتارهم على عشيرة «المصاليخ» وهي فخذ صغير من أفخاذ قبيلة عنزة مشهور بين العشائر بتفاهته، وعدم تحسّسه بالحسّ القبلي، والنعرة العشائرية، بحيث لا يوجد منه سوى أقلية بجبل سنجار شمال العراق، وأقلية أخرى انصهرت في عشيرة الحسنة القاطنة في ضواحي الشام، والتابعة لمشيخة ابن ملحم.

    وكانت هذه الفكرة اليهوديّة محكمة كلّ الإحكام، فاستطاعت عائلة آل مردخاي أن تعايش «المصاليخ»، وأن تحتمي بها لحماية تجارتها، فطابت لهم هذه الحماية، فأسلم اليهود».
    وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي قوله:
    «كان يوسف اليهودي لا يريد أن يبوح أمامي بحقيقة النّسب الذي يربطه بآل سعود، وكان يتكلّم بالمعاريض، وحرص أن لا أعلم بحقيقة ما في الكتاب المهدى إلى فيلبي.

    وكان في الكتاب تفاصيل للأحداث النجرانية، وبعضها متعلق بالنسب السعودي، ولكن يوسف عاد بعد ذلك يتحدّث بلا تحفّظ، أو بشيءٍ من التحفظ حينما أخبره فيلبي أنّني مؤلف الشجرة السعودية، فكان ممّا عرفناه منه أن آل سعود الأوّلين كانوا يعطفون عليهم، ولم يتنكروا للرحم حتى جدّه الثالث داود، ثم عادوا يتجاهلونهم بعد ذلك ويحاولون الابتعاد عنهم بسبب الظروف التي صار فيها آل سعود، إلى أن انتهى الأمر الى عبدالعزيز، وأستقرت به الحال، وأطمأن إلى المصير فعاود الاتصال بهم، والعطف عليهم، وكان ما حمله إليه فيلبي بعض ما كان يصلهم به، ويغدقه عليهم، على أنّ عبدالعزيز لم يسمح لهم في حال من الأحوال بأن يتصلوا به شخصيّاً، وأن يعلنوا ما يجب ستره من صلاة القربى».
    والسعوديون بهذا النسب اليهودي العريق يشبهون اليهود الأتراك الذين عرفوا باسم «الدونمة» والذي ينحدر منهم من أطلق على نفسه: «محمد بن عبدالوهاب بن سليمان» وهم يهود سكنوا البلاد التركيّة لا سيما «سلونيك»، واضطرتهم ظروف الحياة إلى إعلان إسلامهم مع ابطان يهوديّتهم، فأطلق عليهم الأتراك اسم «الدونمة» تمييزاً لهم عن المسلمين الصحيحي الإسلام.
    وقد استغل الدونمة هذا التظاهر بالاسلام أسوأ استغلال. فأتاح لهم ما لم يكن يتاح من التغلغل في صفوف المواطنين، والإمعان تخريبا، وكيداً.
    وقد أصبحوا مصدر الدسائس التي أحاقت بتركيا، ولم نحلّ بها نكبة، ولم تقم بها مؤامرة، إلاّ وكان الدونمة رأسها. وبذلك كانوا كالسعوديّين في العرب نسباً، وحسباً، ومناقب!! وبعد! فهل عرفتم لماذا يقف السعوديون هذا الموقف اللئيم من العرب والمسلمين؟.. انتهى (1).


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024 - 16:10