مؤسسة النبأ العظيم الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مؤسسة النبأ العظيم الثقافية

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْـتُضْـعِـفُـوا فِـي الْأَرْضِ وَنَجـْعَـلَـهُـمْ أَئِـمَّـةً وَنَجْعَلَهُمُ الْـوَارِثِـينَ ونُـمَـكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ


    في عقائد المجسمة وردها

    admin
    admin
    Admin


    المساهمات : 202
    تاريخ التسجيل : 19/01/2011

    في عقائد المجسمة وردها  Empty في عقائد المجسمة وردها

    مُساهمة  admin الأربعاء 2 فبراير 2011 - 23:19

    في عقائد المجسمة وردها

    وأما حكي عن أحمد بن حنبل الاصفهانى لا الشيباني وقيل انه مذهب الشيباني أيضا ومن أتبعه وشابهه ممن قال ان الله تعالى جسم لا كالاجسام أو جسم وله جوارح مثل جوارح البشر ، فقد عرفت أن لهم كتابا تصنيف ابن الفراء الحنبلى يذكر جوارح
    ربهم على التفصيل ، فمن أراد الوقوف عليه فليطلبه من حيث أشرت إليه ، فانني لا أقدم على شرح ذلك لعظم جراتهم على الله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

    وقد وقفت على كتاب في اعتقاداتهم أسمه كتاب الاعتقاد تأليف أبى اسماعيل عبد الله بن محمد بن على الاخباري الهروي ، وهو يصرح فيه بان أعتقادهم ان الله تعالى له جوارح كالبشر فقال ما هذا لفظه : ان الله عاب الاصنام " ألهم ارجل يمشون
    بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركائكم " ( 1 ) وقال حاكيا عن ابراهيم خليله إذ قال لقومه إذ حاجوه " قال هل يسمعونكم إذ تدعون " ( 2 ) وقال لابيه " لم تعبد ما لا يسمع ولا
    * ( هامش ) *
    ( 1 ) الاعراف : 195 . ( 2 ) الشعراء : 72 . ( * )

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 346
    يبصر ولا يغني عنك شيئا " ( 1 )
    وقال عز وجل " ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم " ( 2 )
    وقال ابراهيم لقومه " فاسئلوهم ان كانوا ينطقون " ( 3 )
    وعاب العجل فقال " ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا " ( 4 )
    وقال " أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا " ( 5 )
    فلما عاب الطواغيت بعدم تلك الصفات تبين أنه يمدح بها نفسه
    وأنها حقائق فيه ، فهذا صورة لفظ صاحب الاعتقادات الحنبلى .

    ( قال عبد المحمود ) : فهؤلاء قد بلغوا غاية عظيمة من الضلال وفارقوا العقول وكتابهم ونبيهم بكل حال ، أما العقول فانها شاهدة ان كل مركب من الاعضاء فانه لا بد له ممن يركبه ويؤلفه فيجب أن يكون المركب محدثا فيحتاج الى صانع قديم
    أحدثه وألفه ، هكذا يشهد العقول الصحيحة بحدوث المركبات والمؤلفات والمحدودات بالحدودات أو بالجهات .
    وأما كتابهم فانه قال في وصف الله تعالى " ليس كمثله شئ " ( 6 ) وغير ذلك من التنزيه التام ، فلو كان لله أعضاء كما ذكروا كانت لها أمثال كثيرة .
    وأما نبيهم محمد صلى الله عليه وآله فلا يحصى أخباره بتنزيه الله وكذلك أخبار عترته المترجمون عنه .
    وقد تضمن كتاب نهج البلاغة من كلام علي بن أبى طالب عليه السلام طرفا بليغا في تنزيه الله عن صفات المحدثات .
    وأما قول صاحب كتاب اعتقاد الحنابلة من أن الله تعالى عاب الطواغيت .
    * ( هامش ) *
    ( 1 ) مريم : 42 . ( 2 ) فاطر : 14 . ( 3 ) الانبياء : 63 . ( 4 ) الاعراف : 148 . ( 5 ) طه : 89 . ( 6 ) الشورى : 11 . ( * )

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 347
    فهذا عجيب منه ، لان الله ليس حديثه في مع الاصنام ولا قصد تعيبها وانما عاب من عبدها واتخذها آلهة وهى على صفات يستحيل معها أن تكون مستحقة للعبادة ، وكيف يعتقد عاقل أن هذا الكلام الذى ذكره صاحب الاعتقاد عن كتابهم دالا على ان
    لله رجلا ويدا وعينا وغير ذلك من الاعضاء ؟ لانه تعالى ليس بجسم وما هو مراي في ذاته أصلا ولا ادعى عاقل أنه راى الله باعضاء وجوارح حتى يكون مراده أفلا يرون الطواغيت بغير جوارح وأنا لى جوارح وأعضاء ، ولا يخفى على العاقل ان هذا الكلام خرج على وجه الاستعظام لما فعلوه وقالوه من عبادة الاصنام .

    وكيف اقتضت عقولهم ان يعدلوا عن الله مع ظهور دلالته وآياته وحيث عدلوا عن الله فلم يتعوضوا بمن ينفعهم أن عبدوه أو يضرهم لم ان لام يعبدوه ، ولا بينه وبين الالهية نسبة ولا يقدر ان ينفع نفسه بيد يبطش بها ولا رجل يمشى بها أو جوارح ينتفع بها أو ينفع غيره ، وكان هذا موضع التعجب والاستعظام .

    ومن طريف ما رايت الذي قد ذكره الحنبلي صاحب كتاب الاعتقاد المشار إليه أنه قال ما هذا لفظه : ولا يقال ان الاسم غير المسمى فان هذا القول من الالحاد .

    ( قال عبد المحمود ) : ان كان هذا اعتقاد للحنابلة كلهم أو أكثرهم أو اعتقاد هذا المصنف واتباعه وأمثاله فهذا قول من مريض العقل أو مكابر أو مجنون بالكلية ، لانه ما يشتبه على أحد من أهل العقول الصحيحة ان الاسم غير المسمى فما أقبح هذه الاحوال وأوضح هذا الضلال .

    ومن الطرائف ما وقفت عليه من أخبارهم التى نقلوها في كتبهم المعتبرة عندهم ونقلت بعضها كما وجدته . فمن طريف ذلك ما ذكره الحميدي في مسند جابر بن عبد الله في الحديث

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 348
    الثاني والخمسين من أفراد مسلم من كتاب الجمع بين الصحيحين ( من صحيح مسلم والبخاري ) عن ابن جريح عن أبي
    الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يسال عن الورود فقال : نجئ نحن يوم القيامة عن كذا وكذا أنظر أي ذلك فوق الناس
    قال : فتدعى الامم باوثانها وما كانت تعبد الاول فالاول ، ثم ياتينا ربنا بعد ذلك فيقول : من تنظرون ؟ فيقولون : ننظر ربنا . فيقول : أنا ربكم . فيقولون : حتى ننظر اليك . فيتجلى لهم بضحك . قال : فينطلق بهم ويتبعونه ، ويعطى كل انسان منهم منافق أو مؤمن نورا ، ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله ، ثم يطفئ نور المنافقين ، ثم ينجو المؤمنين - الخبر ( 1 ) .

    ( قال عبد المحمود ) : كيف حسن من هؤلاء الذين يدعون أنهم مسلمون أن يرووا مثل هذا الحديث والضحك ربهم ، ثم يجعلونه صحيحا ؟ وكيف قبلت عقولهم ذلك ؟ والعجب أنهم ربما أسقطوا حديث بعض من يقولون أنه حكي عن فلان ما هو
    كذب ومع هذا فلا يسقط مثل هذا الحديث الذي يشهد العقول انه كذب فيه على الله تعالى ! وظاهر حالهم انهم كذبوا على جابر ، فان حاله في الاسلام كانت أفضل وأكمل من هذا النقصان ، وهذا تصريح منهم بان الله جسم أو على صفات الاجسام .

    ومن طريف هذا أنه قال : انه يعطى المنافقين نورا ، الذي يشهد كتابهم أنهم في الدرك الاسفل من النار . ومن طرائف روايتهم ما ذكره أيضا الحميدى في كتاب الجمع بين الصحيحين من مسند أبي سعيد الخدري في الحديث الثاني والعشرين من المتفق عليه ورواه عن نبيهم يذكر فيه كيفية تساقط الكفار في النار ، ثم ما هذا لفظه : حتى

    * ( هامش ) *
    ( 1 ) مسلم في صحيحه : 1 / 177 - 178 . ( * )

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 349
    إذا لم يبق الا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر ، أتاهم الله في أدنى صورة من التي راوه فيها قال : فما تنتظرون ؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد ، قالوا : يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ
    بالله منك نشرك بالله شيئا ( مرتين أو ثلاثا ) حتى ان بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول : هل بينكم وبينه علامة فتعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه الا اذن الله له بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد
    آنفا أو رياءا الا جعل الله ظهره طبقة واحدة ، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ، ثم يرفعون رؤسهم قد تحول في الصورة التي راوه فيها أول مرة فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا - الخبر ( 1 ) .

    ( قال عبد المحمود ) : اني لابكى على هذه العقول ثم أضحك منها وهو على مقتضى الحديث المتقدم في الاشارة الى ان ربهم جسم وانهم ينكرونه يوم القيامة ويتعوذون منه ، وهذا من العجائب التى يضحك منها أهل الملل كافة ويزهدون بطريقة الاسلام ، معاذ الله من قوم يصدقون ذلك .

    ومن طرائف رواياتهم في ذلك ما ذكره محمد عمر الرازي صاحب كتاب نهاية العقول وهو أعظم علماء الاشعرية في كتاب تأسيس التقديس فقال : انهم يروون أن الله ينزل كل ليلة جمعة لاهل جنة على كثيب من كافور .

    ومن طرائف رواياتهم ما ذكره الرازي في الكتاب المذكور وذكر الحميدى في الجمع بين الصحيحين في الحديث التاسع والتسعين من المتفق عليه من مسند أنس بن مالك يروونه عن نبيهم ويشهد العقل بانه ما قاله قالوا أنه قال : لا تزال جهنم
    تقول : هل من مزيد حتى يضع رب العرش - وفى رواية رب العزة - قدمه فتقول : قط قط وعزتك ، ويزوى بعضها الى بعض ( 2 )
    * ( هامش ) *
    ( 1 ) رواه مسلم في صحيحه : 1 / 168 - 169 . ( 2 ) رواه مسلم في صحيحه : 4 / 7 . ( * )

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 350
    ومن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي ايضا في الحديث الثاني والثمانين بعد المائتين من المتفق عليه من مسند أبى هريرة رواه عن نبيهم قال فاما النار تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله فيها فتقول : قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها الى بعض - الخبر ( 1 ) .

    ومن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا في مسند أبى هريرة عن نبيهم قال : إذا قاتل أحدكم اخاه فلا يلطمن الوجه ، وفي رواية فليتجنب الوجه ، فان الله خلق آدم على صورته ( 2 ) .

    ( قال عبد المحمود ) : أما تعجب العاقل من هذه الاحاديث التى قد نقلوها في صحاحهم ، ومن قوم يذكرون أنهم من المسلمين وقد بلغوا هذه الغاية من تقبيح ذكر رب العالمين ومن أساءة سمعة نبيهم ، وهل بلغ أعداؤهم من تقبيح ذكرهم النبي " ص " الى ما قد بلغ هؤلاء ؟ وما أحسن قول بعض العلماء : عدو عاقل خير من صديق جاهل .

    والعجب ممن راى فساد ظاهر هذه الاخبار لو أرجع الضمير في صورته الى الله سبحانه كما ظاهرها فاعتذر بان الضمير راجع الى آدم وفساده ظاهر .

    ومن طرائف رواياتهم ما ذكره الرازي عنهم كتاب في كتاب تأسيس التقديس وذكر انه رواه صاحب شرح السنة ورواه الحميدى في الجمع بين الصحيحين فيمن يخرجه الله من النار ، قالوا عن نبيهم انه قال : فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول :
    أي رب أدخلنيها فيقول : يا بن آدم يرضيك أن أعطيك الدنيا وما فيها فيقول : أي رب أتستهزئ منى وأنت رب العالمين - وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي في بعض روايات هذا الحديث أتسخر بي أو تضحك بي
    * ( هامش ) *
    ( 1 ) نفس المصدر . ( 2 ) رواه مسلم في صحيحه 4 / 2017 . ( * )

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 351
    وأنت الملك - فضحك ابن مسعود وقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ فقالوا : مم تضحك ؟ قال : هكذا ضحك رسول الله " ص " فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ؟ قال : من ضحك رب العالمين حين قال : أتستهزئ منى وأنت رب العالمين ؟ فيقول الله تعالى : أني لا أستهزي منك وأنا ما أشاء قادر ( 1 ) .

    قال الرازي : وذكر حديثا طويلا عن أبى هريرة الى أن قال : ثم يقول : أي أدخلني الجنة . فيقول : أو لست قد زعمت ألا تسألني غيرها ، ويلك يا بن آدم ما أغدرك وأمكرك ، فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فلا يزال يدعو حتى يضحك ، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول الى الجنة .

    ( فال عبد المحمود ) : ورايت في الجمع بين الصحيحين للحميدي في مسند أبي هريرة في الحديث الستين من المتفق عليه هذا الحديث بلفظ آخر قال : فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فيضحك الله منه ثم ياذن له بدخول الجنة .

    وروى الحميدى ايضا في مسند أبى هريرة في الحديث الثالث والتسعين بعد المائتين ان الله يضحك لرجلين - الخبر ( 2 ) .

    ( قال عبد المحمود ) : أما خاف الله من يذكر أنه من المسلمين في رواية هذه الاحاديث وشهادته بصحتها ، وهل كان يجوز ان تضاف هذه الامور الى أدنى عاقل ؟ فكيف تضاف الى الله عز وعلا ويوصف بهذه الصفات الشنيعة ، ان هذا لكما تضمنه كتابهم " تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا " ( 3 ) .
    * ( هامش ) *
    ( 1 ) رواه مسلم في صحيحه : 1 / 175 . ( 2 ) رواه مسلم في صحيحه : 3 / 1505 . ( 3 ) مريم : 90 . ( * )

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 352
    ومن طرائف روايتهم ايضا ما ذكره الرازي عنهم في كتابه المشار إليه : ان بعضهم قد ذهب الى ان الله بكى على أهل طوفان نوح .

    ومن ذلك ما ذكره أيضا الرازي عنهم في الكتاب المذكور : أنهم زعموا ان نبيهم محمدا " ص " قال : لما قضى الله بين خلقه استلقى قفاه ثم وضع أحدى رجليه على الاخرى ثم قال : لا ينبغى لاحد أن يجلس بهذه الكيفية .

    ( قال عبد المحمود ) : يا لله ويا للعقول ممن يذكر ان رواة مثل هذا الحديث والمصدقين بها مسلمون أو عقلاء أو مستبصرون ، لقد قبحوا ذكر ربهم ونبيهم بما لم يبلغ إليه أعداؤهم ، فهل يقتدى بهؤلاء عاقل أو يثق بهم فاضل .

    ومن ذلك ما ذكره الرازي أيضا عنهم في الكتاب المذكور : أن اعرابيا جاء الى نبيهم فقال : يا رسول الله هلكت الانفس وجاعت العيال وهلكت الاموال فاستسق لنا ربك ، فانا نستشفع بالله عليك وبك على الله . فقال : سبحان الله سبحان الله فما
    زال يسبح حتى عرف ذلك في وجهه أصحابه ، ثم قال : ويحك أتدري ما الله ؟ الله شانه أعظم من ذلك انه لا يستشفع به على أحد ، انه لفوق سماواته عرشه وانه عليه لهكذا وأشار وقب بيده مثل القبة ، قال : الرازي وأشار أبو الازهر أيضا ياط به أطيط بالراكب .

    ( قال عبد المحمود ) : وروى في الجمع بين الصحيحين للحميدي في مسند أبى هريرة في الحديث الثامن بعد الثلاث مائة من المتفق عليه قال أبو هريرة عن نبيهم : ان يد الله ملاء لا يغيضها نفقة سخاء الليل والنهار .

    وقال : أرايتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض ، فانه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الاخرى الميزان يخفض ويرفع ( 1 ) .
    وروى الحميدى في كتاب الجمع بين الصحيحين في المتفق عليه مسند
    * ( هامش ) *
    ( 1 ) رواه البخاري في صحيحه : 8 / 173 . لا تغيضها : أي لا تنقصها . ( * )

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 353
    عبد الله بن عمر في الحديث السادس بعد المائة رواه عن نبيهم انه قال : ان أحدكم إذا كان في الصلاة فان الله حيال وجهه فلا يتنخع حيال وجهه في الصلاة ( 1 ) .

    وروى الحميدى أيضا في كتابه المذكور في الحديث السادس والخمسين من المتفق عليه من مسند أنس بن مالك انه قال عن نبيهم في حديث الشفاعة قال : فيأتوني فاستاذن على ربى فيؤذن لى ، فإذا أنا رايته وقعت ساجدا الخبر ( 2 ) .

    وروى ابن مقاتل في كتاب الاسماء في حديث يرفعه وأسنده قال : قيل يا رسول الله " ص " : مم ربنا ؟ قال : من ماء روي لا من أرض ولا من سماء ، خلق خيلا فاجراها فعرقت فخلق نفسه من عرقها .
    وذكر سليمان بن مقاتل في كتاب الاسماء أيضا فقال : روت جماعة تكثر عددهم وتوفر جمعهم عن رسول الله " ص " أنه قال : ان الله عز وجل ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا .
    وذكر سليمان بن مقاتل في الكتاب المذكور عن بعضهم أنهم يروون عن نبيهم : ان ربهم رمدت عيناه فعادته الملائكة .
    قال سليمان بن مقاتل : ومنهم من يذكر ان البحر من بزاق الله وان على راسه شعرا قططا .

    ( قال عبد المحمود ) : أما حديث الخيل والعرق فكيف حسن من هؤلاء الذين يذكرون أنهم مسلمون أن ينقلوا مثل هذا عن نبيهم ؟ وقد عرف أعداؤه أن نبيهم ما كان بصفة من يقول ذلك ، وكيف قبلوا هذا المحال عن ربهم ؟ وكيف يجوز لعاقل أن يقتدى بهؤلاء ؟ أو يثق بروايتهم . سبحان الله يقولون في أول الحديث ان الله خلق خيلا ، ثم يقولون في

    * ( هامش ) *
    ( 1 ) روى نحوه مسلم في صحيحه : 1 / 388 . ( 2 ) رواه مسلم في صحيحه : 1 / 181 . ( * )

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 354
    آخرة انه خلق نفسه من عرقها ، ليت شعرى من خلق الخيل التى أجراها ، فان كان موجودا قبل خلق الخيل فاي شئ خلق عرقها ؟ وان كان غير موجود فكيف يصح في العقول ان يخلق المعدوم خيلا أو شيئا .

    وأما الاحاديث الاخر فلا شبهة أنها من جملة الزور والبهتان المخالفة للعقول والاديان ، فكيف ينقلها أو يصدقها من يدعى أنه من أهل الاسلام والايمان ؟ وذكر سليمان بن مقاتل في كتاب الاسماء في حديث أسنده قال : قلت يا رسول الله : أين كان ربنا قبل ان يخلق خلقه ؟ قال كان في غمام تحته هواء وفوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء .

    ( قال عبد المحمود ) : إذا كان ربهم قد أحاط به الهوى فقد صار متحيزا وفي جهة دون جهة ، فيلزم ان يكون مخلوقا حادثا فان العقول يشهد ان كل متحيز أو في جهة فانه محتاج الى من جعله في ذلك الحيز أو الجهة ، وإذا كان ربهم على قولهم
    محدثا ، فقد ساووا أصحاب الاصنام ورجعوا الى ما كانوا قبل الاسلام وفارقوا العقول وكتابهم ورسولهم ، والحمد لله على السلامة من الاقتداء بهم والمنشا فيهم والولادة بينهم .

    وذكر محمد عمر الرازي وهو من اكبر علماء الاشعرية وأعظم علماء الاربعة المذاهب في كتاب تأسيس التقديس ما هذا لفظه : من أثبت كونه تعالى جسما متحيزا مختصا بجهة فانه يكون المعتقد لذلك كافرا ، لان كل من يكون مختصا بجهة وحيز فانه
    مخلوق ومحدث وله اله أحدثه ، والقائلون بالجسمية والجهة أنكروا وجود موجود سوى هذه الاشياء التى يمكن الاشارة إليها ، فهم منكرون لذات الموجود الذى يعتقدون انه الاله ، وإذا كانوا منكرين لذاته كانوا كفارا لا محالة . قال : وهذا بخلاف المعتزلي فانه يثبت موجودا وراء هذه الاشياء التى

    الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 355
    يشار إليها بالحس الا انه يخالفنا في صفات ذلك الموجود ، والمجسمة يخالفون في اثبات ذلك المعبود المعبود ووجوده فكان هذا الخلاف أعظم ، ويلزمهم كونهم منكرين لذات المعبود الحق ولوجوده والمعتزلة في صفته لا في ذاته ، هذا لفظ الرازي . فأى عاقل يرضى باتباع المجسمة والاقتداء بهم أو قبول روايتهم والعمل بمذاهبهم معاذ الله من ذلك .

    وذكر الخوارزمي محمود في كتاب الفائق وهذا محمود من أعظم علماء المعتزلة وعلماء شيوخ الاربعة المذاهب قال ما هذا لفظه : وأما المشبهة من هذه الامة المصرحون بان الله تعالى جسم ذو ابعاد فقد اختلفوا في تكفيرهم فذهب شيوخنا الى تكفيرهم .

    ( قال عبد المحمود ) : وقد تقدم قول شيخ الاشعرية الشافعية في الحنابلة المشبهة ، وهذا قول شيوخ المعتزلة في تكفيرهم ، فهل يرغب ذو ملة أو بصيرة في مشاركتهم في ذلك الضلال ؟ وهل يشتبه ضلالهم على أحد من أهل الكمال ؟
    وقد اقتصرت على تلك الاحاديث مع ان احاديثهم في ذلك كثيرة ، وانما خفت الله من استيفاء ذلك ، ويكفى العاقل بعض ما ذكرته مما ذكروه ففيه تنبيه ما أضمروه .


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 2:11